*ذكريات لاتنتسى (3)

0
626

 

✒️خالد بن سعد الشنفري

انحرفت بنا الحافله يمنيا في طريق ترابي الي منطقة مرتفعات الانصب، الطريق ليس طويلا الي مقر المعسكر الكشفي الذي اختير لاقامته هضبه مرتفعه ، يحيط بالطريق من الجهتين أشجار كثيفه وهذا مالم يعد موجودا الان فقد ازيلت نتيجه للتطور العمراني الذي اصبح ممتدا ومتصلا الان من مسقط الي بركاء وتغيرت الملامح بالكامل.

مساحة المعسكر تتجاوز الخمسين الف متر مربع تقريبا وارضه بها بعض المرتفعات والمنخفضات البسيطه ليعطي الانطباع بالتنوع البيئي
وقد قسم الي اربع مجموعات كبيره رئيسيه تسمى كل واحده باسم معين وكل مجموعه تتكون من عدة فرق شكلت من عدة مناطق تعليميه بالسلطنه وكنا كشافة ظفار ومطرح نشكل مجموعه ومسقط شكلت مع مناطق أخرى ، ادهشنا فريق مطرح بتمكنه من اساليب وفنون الكشفيه وصيحاته الكشفيه فقد سبق لبعضهم الاشتراك في مخيم بيروت واستفادو منه كثيرا ونقلوا ما تعلموه الي زملائه وهانحن اليوم منهم نستفيد، واستغربنا أيضا من التنافس الشديد بين فرقتي مسقط ومطرح رغم كونهما جيران الا انه تنافس محمود يحفز ، كل فرقه اخذت ناحيه من الاتجاهات الاربعه للمخيم.

كان دخولنا المخيم عصرا ويبدو من الحركه الدائبه فيه ونسبة الانجاز ان بعض الفرق قد وصلت قبلنا بمالايقل عن يومين او ثلاثه ويلاحظ ان أبراج المراقبه الاربع للمجموعات الاربع قد أوشك على الانتهاء من تشيدها من سيقان الأخشاب والحبال، فالكشاف يكيف نفسه مع الطبيعه ويستغل كل مايقع على يده لفائدته ولاقامته واعاشته قدر الإمكان بل مطلوب منه أن يتفقد كل ماحوله ويقدم العون والمساعد لمن يحتاج، هذا طبعا ما تعلمناه انذاك بداية السبعينات من القرن المنصرم وكان العهد بتاسيس العمل الكشفي على مستوى العالم في اوج ذروته والحماس له وتجدد وتطور أساليبه، لا أدري اليوم بعد مضى ستة واربعون عاما من ذلك التاريخ كيف أصبح الحال عليه ، كانت العديد من الخيم قد نصبت حيث أن على اي فرقه تصل المخيم ان تبدأ مباشرة في نصب خيمها.

كنا قد استقلينا الطائره من صلاله ونحن مرتدين اللباس الكشفي استعدادا للعمل عند الوصول مباشرة في اقامه خيم الايواء وتجهيز أماكن الطعام والعباده وخلافه (كن مستعدا شعارنا).

كان زملاءنا من الدفعه التي وصلت قبلنا بيوم منهكمين كلا بما اوكل اليه واول مالحظوا قدومنا تجمعوا للترحيب بنا مستبشرين بقدومنا واخبارنا بكل جديد وما استفادوه وتعلموه منذ وصولهم ارض المخيم ، اخذني احد أصدقائي الأعزاء الي الخيمه وأخرج من حقيبته تفاحه وبرتقاله واعطاهما لي، سعدت بذلك كثير فقد كان عهدنا بالتفاح والبرتقال حينها في صلاله لازال جديدا وتواجده نادر نظرا لصعوبة النقل بالطريق البري الترابي بين مسقط وصلاله.

*يتبع (4)*