غزة الثكلى تثأر بطوفان الأقصى

0
401

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

غزة اليوم تسطر أروع الملاحم الإنسانية في الصبر والجهاد والتضحيات والحفاظ على ما بقي من كرامةٍ لهذا العالم المتخاذل هذا إن بقيت له كرامة! فقد عجزنا عن الوصول إلى غزة والجهاد مع تلك الفئة القليلة والثُلة المُحقة، ولكن لن نعجز عن النصرة بشتى الوسائل والحلول،

ولاشك أن جهاد النفس لا يضاهيه جهاد وليس لنا عذر أمام الله ولا يعذر من يؤمن بالله ورسوله ﷺ
وهو قادرٌ على الجهاد ويتوانى عنه بل ويتخلف عنه، فهل فرحنا بالقعود وإخواننا تمزق أوصالهم كل يوم بغارات جوية همجية من أراذل الناس من المرتزقة والجبناء والمطبعين والعملاء؟ فقد ساوى هذا القصف الغاشم بالمساكن الأرض

وارتقى منهم الكثير من الشهداء ولا تجد من ذويهم إلا الصبر وقول الحمد لله وحسبنا الله ونعم الوكيل، وهنا أقول هل هانت علينا غزة وفلسطين ونحن نشاهد ونسمع مايدور هناك؟ كيف تغمض لنا عين ويهنأ لنا عيش وغزة في كل يوم تباد ألف مرة بشتى أنواع الأسلحة المحرمة دوليًا كاليورانيوم والفوسفور الأبيض والأخضر

ويظن هؤلاء الأوباش بأنهم يقاتلون أهل غزة والمقاومة فقط ونسوا بأنهم يحاربون الله ورسوله وملائكته، وقد ضرب الله لنا في القرآن الكريم أروع الأمثلة في نصر الفئة القليلة على الكثيرة بإذنه حينما قتل نبي الله داود عليه السلام جالوت وحينما نصر نبيه محمدﷺ يوم بدرٍ والأحزاب ،

فغزة في كل يومٍ تقدم القرابين لله شهداء في سبيله تزفهم الملائكة إلى الجنان شيبًا وشبانا زرافات ووحدانا ونساءً وولدانا، فهذا الخذلان منا جميعًا لا يسع أحدًا، وفي الحقيقة أن غزة وأهلها ليسوا هم من حوصروا بهذا الحصار فيما يبدو لي

وإن منعوا من الدواء والعلاج وكل المستلزمات الطبية وما يسعفون به المرضى والجرحى أثناء إجراء العمليات الجراحية، والطعام والماء وكل ما يحتاجه الإنسان، بل نحن من حوصرنا وعجزنا أن نصون كرامتنا وأن نحمي مقدساتتنا

وأن ندخل من المعابر وعبر الحدود قنينة ماء واحدة نغيث بها إخواننا في غزة، فأيُ عجز وأيُ خور وأيُ ذلٍ وأي عار وأيُ تواطئ وأيُ خنوع؟

والكل يعلم ما فعله أهل الجهاد من
‏أفراد المقاومة بل و أهل غزة الذين يسطرون الملحمة تلو الملحمة في التمسك بكتاب الله والدفاع عن المقدسات، والدروس إثر الدروس في الدفاع عن الأرض والوطن، ليثبتوا للعالم أجمع ولكل من خذلهم وتآمر عليهم أنهم على الحق المبين ولا يضرهم كيد الخائنين من المطبعين

‏وغزة سينصرها الله فلا يضرها خذلان العالم والله وملائكته معها، وسيقيض الله من يسوم الأعداء سوء العذاب، فقط هي أيام تضحيات، وزفاف شهداء إلى الجنان وأيام صبر وتمحيص، وأيام كرب وجوع وعطش، ففي الشدائد تظهر المعادن ويُعرفُ أهل الحق من أهل الباطل فصبرًا أحبتنا في غزة فوالله إن لكم الغلبة والعزة.

فغزة اليوم ليست كغزة الأمس ، فبالأمس كانوا يرمون بالحجارة واليوم بالأسلحة والصواريخ، وغزة لم تتحرر من الاحتلال نعم ولكنها تحررت من قيود الذل وتسلحت بالجهاد والمقاومة والتمسك بكتاب الله وهو المقصد الأسمى، أما نحن تحكمت فينا شعوب الغرب وأبعدتنا عن الوجهة والغاية وهي تحرير فلسطين الحبيبة والذود عن المسجد الأقصى المبارك والوصول للقدس

ولاشك أن غزة الثكلى تثأر لفلسطين ولنا جميعًا بطوفان الأقصى وهي لا ترتجي وقفة منا بصفها وإلى جانبها لأننا تخلينا عنها مند النكبة وحتى الآن، واكتفينا بالشجب والاستنكار والتنديد

وقد أعدت العُدة للقاءِ العدو وها هي تمسح عنا العار وترد لنا الكرامة بتلقين العدو الصهيوني ومن معه من الأحزاب والحشود الذين تكالبوا على غزة، فقد جاءت أمريكا بعدتها وعتادها ودول حلف الناتو ومن معهم من صهاينة العرب فهؤلاء هم أعداء غزة يتربصون بها جميعًا

والله من ورائهم محيط جميعًا ومن فوقهم عليم ولن يعجزه سحقهم
فمن تحاربون؟. ومن تقاتلون ؟ ولله جنود السماوات والأرض، نتواصل مع الأحبة هناك في غزة لنخفف عنهم ونذكرهم بوعد الله وندعو لهم ليل نهار ونمدهم بما استطعنا مدهم به
وبما قدرنا الله عليه ولن نتخلى عنهم مادامت الروح في الجسد

لقد تكشفت الحقائق اليوم للعالم الغربي المخدوع من قِبل الإعلام الصهيوني الكاذب والمضلل من هم أصحاب الحق، وظهرت الحقيفة للعالم أجمع كيف كانت معاملة أفراد كتائب الشهيد عز الدين القسام للأسرى عملًا بوصايا الرسول الكريم ﷺ بشهادة الأسرى أنفسهم وحديثهم عن هذه المعاملة على الشاشات والقنوات

وقد أثبتت معركة طوفان الأقصى حقيقة الجيش الكرتوني الذي لا يقهر والهلامي الذي سرعان ما يذوب أمام أفراد المقاومة الباسلة
وقد لاذ أفراد الجيش المدجج بالسلاح والآليات المدرعة بالفرار

حينما أقبل عليهم رهبان الليل وفرسان الميدان وليوث الوغى وحفظة القرآن وقد ترك العدو عتاده خلفه، هذا هو الجيش الذي تمده دول الغرب الكافرة بالترسانات وقد اتحدوا جميعًا على غزة فيما تخلينا نحن عنها وهي تستنصرنا الآن، والله ناصرها بوعده وقد لاحت بشائر النصر، وأقرب ما يكون لها هي دول الطوق على الحدود وأهل الخليج ودول المغرب العربي ثم باقي الدول العربية والإسلامية ولكن عز النصير إلا من الله العلي القدير وبعدت عليهم الشُقة إلا من وفقه الله للنصرة

وأذكّرُ البعض في مقالي هذا ممن كانوا يتباهون بحضارة الغرب ويقولون دول الغرب تحمينا والحامي هو الله، لقد كانت بريطانيا تحمينا وقد ضاعت أمانينا وتاهت خطاوينا ! فأين هم اليوم من قالوا هذا الكلام؟ هل دسوا رؤوسهم في التراب كالنعام

هاهي بريطانيا تقصف إخوانكم في غزة مع كل دول الكفر والعهر، وحاشا لله جل جلاله أن يجعل لهؤلاء الكفرة على المؤمنين سبيلًا، ختامًا أقول لكل فصائل المقاومة لا تتراجعوا ولا تتوقفوا ولا تستمعوا لما يقال من أهل التثبيط والضلال وقد عزمتم على جلاء الأنجاس من الناس عن أرضكم بل امضوا حيث أمركم الله وطهروا أرضكم من أراذل الناس ومن الأخلاط من شتى بقاع الأرض ومرتزقة العالم أجمع وشكرًا لكل من ساندكم ووقف معكم وآزركم ودعى لكم وضحى من أجلكم

اللهم استودعناك أهل غزة وفلسطين وكل أهل الجهاد والمقاومة يا من لا تضيع عنده الودائع، اللهم ياقهار دمر الأشرار وياقويُ ياودود زلزل الحشود، ويا منزل الكتاب اهزم الأحزاب، آمين آمين آمين يا مجيب يا وهاب.