أحداث الطوفان وعبارة الميدان حلل يا دويري حلل

0
311

 

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

سلامٌ على غزة أرض الشهداء وسلامٌ على كل الشرفاء في أرض فلسطين الصامدة أرض الكفاح والوفاء ونقول لكم أن دماء تلك الأرواح الطاهرة لم تذهب هباء وهم عند الله أحياء وسعداء، كما نقول لكم أيها الأحبة

أن طوفان الأقصى ليس كالأحداث التي مضت في تاريخ المقاومة منذ النكبة وحتى ظهوره، وقد أحدث ظهوره فارقًا كبيرًا وتداعيات كثيرة بل وإن ثماره تؤتي أُكلها كل حينٍ بإذن ربها وهناك مبشرات ستأتي في قادم الأيام بإذن الله

إن إخواننا في غزة وفلسطين هم من يمثلون الحق وإذا أردت معرفة أهل الإسلام الحق فستعرفهم في ميادين الجهاد وفي حلق المساجد لحفظ القرآن وتدبره، لذا تجدهم يسردونه كاملًا من الفجر وحتى المغرب قربة لله لاسيما قبل انطلاق عملية طوفان الأقصى

، وهنا يكمن سر النصر فقد تمسكوا بهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبإرث الصحابة، فلا وقت لديهم للمهرجانات وأرضهم مغتصبة فهم رهبان الليل وفرسان الفجر وصناديد المعارك وهم دعاة النور في زمن الظلمة ولم يتخلفوا عن الركب وهم دومًا في التضحيات في المقدمة، وإن أردت التعلم فكن طالبًا في مدارس أطفالهم فضلًا عن رجالهم ونسائهم

عرفوا بالصبر في الشدائد فلم ييأسوا من السعي نحو النصر ولم تضرهم المكائد فلم يثبطهم قول القائل يا أبا عبيدة جاهد بالسنن ولا من يسعى بالفتن ضد حماس من المطبعين والأنجاس

إن تواصلنا مع أهل غزة منذ القدم ولا يزال ، فنحن نتألم لألمهم ونحس بوجعهم وتمنينا لو نكون معهم نشد من أزرهم ونخفف عنهم ولو بالقليل، إذ إننا نجزم أنهم ليسوا بحاجة لأحدٍ وقد خذلهم الأقارب قبل الأباعد ولكن الله معهم وهو ناصرهم لا شك في ذلك ولا جدال

وهنا نقول ما فائدة الانتماء للإسلام ونحن نعجز عن نصرتهم، أرأيتم جحافل الشرك وأحزاب الشر كيف تكالبوا عليهم من كل حدب وصوب؟فأين العروبة وأين الإسلام؟ وأين الشرائع وأين الأحكام ؟ وأين شرع الله وهدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم في نفوس الأنام؟

أم أن الصهاينة الجبناء لعبوا عليكم بورقتهم القذرة باسم الطائفية والمذهبية؟ وجندوا منكم بعض المرتزقة كي ينبحوا ليل نهار في وسائل التواصل المختلفة مقابل بعض الفتات التي يلقونها لهم كما يلقي الواحد منا أعزكم الله العِظام للكلاب

ولا شك أن لكل ساقطة لاقطة، والخنازير ليس لها مكان إلا الوحل لترتع فيه، وإن من طوق غزة اليوم وحاصرها بل وقبض المال للتضيق عليها هم أحذية الصهاينة أجلكم الله، وهناك من بذل المال لتستمر هذه الحرب الشعواء ليس على غزة فحسب بل على أهل الإسلام في كل مكان!

وشتان بين من يصرخ في الميدان وهو يجاهد الصهاينة بعبارة ( حلل يا دويري ) ومن يصرخ على المنابر وهو يقول يا أبا عبيدة جاهد بالسنن وهو يعجز عن الدعاء لأهل غزة كما يعجز عن الدعاء على الصهاينة كما كان يفعل من قبل

إن أحداث طوفان الأقصى كشفت للجميع من هم الأعداء وتبين بها لأهل فلسطين الشرفاء من المارقين، فسقطت أقنعة أهل النفاق، ومن يسعى بالشقاق بعد تجرده من الأخلاق

ونحن في سلطنة عُمان من أقصاها إلى أقصاها ومنذ الأزل مع القضية الأولى وهي قضية الشرفاء قضية التحرير الكُبرى ومع الأحبة في غزة قلبًا وقالبا، فتحية لأهل الجهاد والمقاومة في غزة وفلسطين، بكل فصائلها ومسمياتها

ونخص منها كتائب الشهيد عز الدين القسام رحمه الله وسرايا القدس وكل من يدعم هذه الفئة المؤمنة من أي دولة وبقعة كانت، وتحية لكل من سماحة شيخنا العلامة أحمد بن حمد الخليلي حفظه الله واللواء والمحلل العسكري فايز الدويري ونذكره بعبارة الميدان (حلل يا دويري)، وكل أنصار الحق في كل مكان في لبنان وفي سوريا والعراق وإيران

‏وقبل أن أخلد إلى النوم…
‏تخنقني الحسرة ويقتلني اللوم..ويأخذني حديث النفس بعيدًا عن قمم العرب ومؤتمرات القوم..يخاطبني الضمير الحي قائلًا: ترى بماذا نصرت غزة اليوم؟هل استطعت المرور من المعابر
‏لتدخل الماء والغذاء والدواء؟ هل حملت السلاح في وجه العدو لتجاهد في سبيل الله بنفسك ومالك؟

ليلة الجمعة الزهراء