شباك الغفلة وقيود المعصية

0
995

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

خيوط فجر شهر شوال تبعث الآمال في قلوب الرجال لمواصلة السجال بين الرغية فيما عند الله وبين الركون إلى الدنيا وحظوظ النفس وما يوسوس به الشيطان،

وتحثهم بالسير قُدمًا إلى جنة الكبير المتعال وتقول لهم أن شجرة القرآن وارفة الظلال ولن يقطع ظلها الفرسان على الخيول السريعة ولن تقطعها بالصبر على السير الجِمال،

وأن في سُنة المصطفى صلى الله عليه وسلم مغانم كثيرة لهذه الأجيال فطوبى لمن وعى وتمسك وتقلب في الطاعات وواصل بالصيام ولو لستةِ أيام من شهر شوال اتباعًا لفضل شهر رمضان كما أوصى بذلك سيد الخلق وخير الرجال

، وعُدّ ذلك كصيام الدهر ولعمري من صام شهر رمضان هل يعجزه صوم هذه الأيام القلائل إن رغب في مزيدٍ من الأجور كلا وربي بل ويرتقي بحاله إلى أحسنِ حال.

أيها الأحبة القراء فلنواصل السير على شرعة الله ومنهاجه ولنراقب أنفسنا في شهر رمضان وغيره فلا يتبدل بنا الحال بعد انسلاخ شهر رمضان ،

ولنعتبر من هذا الوباء الذي حل بنا ولنجعل التوبة النصوح نُصب أعيننا وصدق الإنابة في جميع أحوالنا فلا تسول لنا أنفسنا بالمعاصي ولا تجذبنا بالركون إلى الدنيا وزيفِ الأماني،

وبالتالي الفتور والابتعاد عن صنوف الطاعات شيئًا فشيئًا ثم ترك الواجبات ولا يكن الحال بنا كمن أطلق من سجن كان فيه نجاته وما إن خرج حتى لقي حتفه وهلاكه،

فلنذكر بعضنا البعض ولينور بعضنا البعض ولنتخلص من شباك الغفلة وقيود المصية ولنتواصى بالحق فيما بيننا ونتحلى بالصبر في سائر شؤوننا

فالتمسك بالحق فضيلة والتحلي بالصبر منزلة عظيمة جعل الله لصاحبها مكانة رفيعة ودرجة عالية وقد امتدح ربنا العظيم أصحاب هذه المنزلة في كثير من الآيات في القرآن الكريم فطوبى لأصحاب الحق وطوبى للصابرين

نسأل الله أن يوفقنا لصالح القول والعمل فإنهّ كريم النوالِ عظيمِ المنن وأن يرزقننا الصبر عند المحن وأن يجنب وطننا عُمان وسائر بلاد المُسلمين شر الخيانة والفتن.