نحو حضور أكبر لهوية الرسالة الأمنية في البرامج الاعلامية الوطنية

0
950

ينطلق حديثنا عن الاعلام الأمني بما يحمله في رسالته من مضامين المهنية والتأثير والاستدامة وحدس التوقعات والدقة في المعلومة والمصداقية في الخبر .

لذلك جاءت الحاجة إليه في الرسالة الاعلامية الوطنية لما يلتزم به من منهجيات الصدق والموضوعية والبحث عن بدائل للمعالجة وخلق سيناريوهات عمل متجددة

تضمن تحقق لدى الفرد شعورا إيجابيا بقيمة الحياة الآمنة المطمئنة، ويرسخ لديه قناعات بآلية تحقيق مساراتها في حياته الخاصة والعامة ، وفي تفاعله مع منظومة القيم والهويات ، أو سلوك التجديد والتطوير بالمؤسسات، عبر قراءة متوازنة لمفهوم الأمن واستراتيجياته في الحياة وارتباطه بكل متطلبات التنمية، في صبغته الإنسانية التي تمثّل جملة المبادئ والقواعد والأسس والمنطلقات المرتبطة بسعادة الإنسان وأمنه واستقراره .

والمحافظة على السلوك والذوق العام، وتعميق البحث في قضايا الأمن الاجتماعي والسلوك الشخصي ومنهج الوقاية في التعامل مع كل المؤثرات السلبية على فكره وصحته وعقله ووجدانه وضميره، وبناء روح المسؤولية في مختلف جوانب حياته الاجتماعية والنفسية والصحية والفكرية والاقتصادية والاخلاقية والمهنية .

وفق قواعد ومحددات تستهدف تعزيز الوعي وترسيخ حس المواطنة وإيجاد قناعات ذاتية لدى المجتمع بضرورة البحث عن أدوات الوقاية وأنماط الرقابة وبدائل التجديد وتعزيز الممارسات الايجابية الصحية والنفسية والفكرية والاخلاقية والقيمية والوقائية حول العديد من السلوكيات أو العادات المرتبطة بطريقة تعامل الفرد معها وموقفها منها ، ومدى اقترابها من تحقيق أمن الانسان الشخصي، بما يحفظ كيانه البشري ونسيجه الاجتماعي، أو الأمن الوطني العام وحضور حق الدولة ومكانتها في ممارساته عبر احترام القوانين والتشريعات وحماية الممتلكات العامة والخاصة والولاء لله والوطن والسلطان .

وبالتالي قراءة حياة الإنسان في إطار متكامل كيانها صدق المبدأ والثقة والاحترام، و سياجها تعميق استراتيجيات الأمن والأمان، وتقليل حاجز رهبة المفاهيم والمصطلحات الامنية وتقريبها من فكر المجتمع واستنطاقها في ممارساته وواقع عمله وإبرازها في صورتها الجمالية الراقية التي تستهدف حماية الانسان وصون ذاته وفتح المجال له لبناء حياته في ظل وعي وفهم وإدراك ومسؤولية ، وربط الجهود المعنية بتوعية المواطن وتثقيفه ونصحه وتصحيح المفاهيم المغلوطة لديه، وتذكيره بمسؤولياته، بقيمة الامن والاستقرار والسكينة والطمأنينة في حياته، على المستوى الشخصي والمجتمعي والوطني ، وخلق مسارات مبتكرة يتبناها شخصيا في ذاته وفكره عبر تعزيز النماذج المضيئة وصناعة القدوات ، وتأصيل ارتباطه بالمنجز الوطني والجهود المبذولة من قبل المؤسسات .

في ظل تقديم مادة اعلامية مهنية راقية متناغمة مع قدرات مختلف شرائح المجتمع، ومتكيفة مع طبيعة وأسلوب الخطاب الذي يساير توقعاتهم، ويعكس منهم التزاما قادما به، واعدادها في الشكل البرامجي المناسب لها، لعرضها على الجمهور المتلقي لها، متخيرة أفضل الأوقات، وأجمل الأساليب الإخراجية الاعلامية المؤثرة في سلوك المتابعين .

معززة بفرص التسويق والترويج المناسبة، التي تصنع من الواقع ومساحات الحوار المباشرة مع المواطن ووجهات نظره ورصد احتياجاته وتوقعاته، فرصة لتحقيق الاستدامة في المنتج الاعلامي، وقوة التأثير والجدية في التجاوب معه، والثقة بمصادره، وبناء نماذج وتطبيقات عملية لنقل الصورة الايجابية وتقريبها إلى ذهن وخيال المتابع لها من مشاهدين ومستمعين وممارسين، وتعميق اثرها في المجتمع، ، بحيث تعبّر كل النماذج والأدوات والحوارات في الاعلامية الناتجة، عن انسانية الأمن في اتساعه وشموليته وارتباطه بالحياة اليومية للمواطن، وتأكيدها على قيمة الشراكة عبر دور الاعلام في فتح ابواب السعادة والطمأنينة وهي ترفرف على حياة إنسان هذا الوطن، وتتجه إلى الدخول في تفاصيل سلوكه اليومي وتشخيص جوانب الاحتياج لديه وترقيه جوانب التفكير والطموح، والبحث في إطار تعميق الإيجابية والتفاؤل والنظرة التحليلية المصحوبة بتنوع البدائل للمستقبل.

إننا بحاجة اليوم إلى زيادة المساحة الاعلامية للقضايا الأمنية ، فهي قضايا الإنسان اليومية في تعامله مع كل مفردات الحياة ، ترصد آليات تصرفه في المواقف، وما يمتلكه من فرص التغيير، وإعادة صياغة الممارسة من جديد، ويفتح الباب لحوار الشباب في رصد قضاياه اليومية ومشكلاته الحياتية المتعلقة بالصحة النفسية واستخدام الطريق والحريات والصحة الجسدية وثقافة الشباب والهوية وغيرها كثير، بالشكل الذي يضمن تحولا في سلوكه وتأثيرا إيجابيا في قناعاته، وأن يعمد الاعلام الوطني – الذي توفرت له سبل التطوير ويعايش تجلياتها

 على إيجاد مسارات اعلامية متعددة، تعزز في سلوك الفرد مفهوم الحس الأمني الناتج من شعوره بمسؤولياته في الحياة ، والقيمة الناتجة من نشر مظلة الأمان النفسي والاستقرار الفكري وخلق حوار ايجابي مع المواطن المتلقي الرئيسي للرسالة الاعلامية، وجملة المبادئ والنماذج والانشطة والتوجيهات والفرص والتجارب واللقاءات، بما يضمن مساحات متكافئة لها في الدورات البرامجية الاعلامية التلفزيونية والاذاعية والصحافة الالكترونية والورقية والاعلام البديل عبر شبكات التواصل الاجتماعي وقنوات اليوتيوب، هذا الأمر من شأنه أن يعزز مسألة التنوع في البرامج الاعلامية المقدمة ويفتح المجال للراي العام لتبني هذه البرامج واهتمامه بها، وتوليد فرص المنافسة والاعتراف بها، كمصدر رئيسي لحصوله على مصداقية الخبر ومهنية الكلمة عبر قراءة تضمن بقاء معادلة التوازن الاعلامي نشطة متفاعلة مع الواقع ترصده بعيون أبناء الوطن والمقيمين فيه، عبر تعدد مساحات الرأي ، ووجهات النظر والوقوف على واقع الفعل، وعرض النماذج المضيئة والمبادرات الناجحة والتجارب الثرية، ويجيب عن العديد من التساؤلات المطروحة، ويفتح المجال للاستفادة من المختصين في تقديم الدعم والمساندة، عبر إبقاء جانب التواصل والحوار، مفتوحا بتعدد منصاته، مثريّا بتنوع مستجداته .

بقلم / د . رجب بن علي العويسي