اللجنة الذاتية للتوفيق والمصالحة بين التاريخ والواقع

0
1375

صوت عُمان ذلك المنتدى الإلكتروني الذي لم أتشرف بتصفحه حتى كتابة هذا المقال أخصه بفكرة أراها ضرورية للمضي قدماً بوطننا العزيز حيث يجب أن يكون الفكرة لخصها عنوان المقال .

 وهي تقوم على أن يشكّل كل فرد منا لجنه ذاتيه تنهي بداخله حالة الصدام؛ فتقيه مرض الإنفصام، تكون مهمة اللجنة التوفيق والمصالحة بين التاريخ والواقع.

الفكرة مستوحاه من واقع مرير نراه يتكرر بكثره بين الأوساط الشبابية الواعية، وتخطت المرارة حدود الشباب الحماسي ليصل للعديد من النخب الفكرية والقيادية الوطنية .

إذ أن الكثيرين يعملون على استدعاء التاريخ لتكدير واقعنا الذي نعيشه، جاهلين أو متجاهلين أن صناعة التاريخ حرفة متجدده على الدوام تعمل وفق مبدأ المقولة الشهيرة: “لكل دولة زمن ورجال”، ومنه فلا يمكن إسقاط كل أحداث التاريخ وفرضها على واقعنا.

وإن أردتمونا أن نكون أكثر وضوحاً فإن إضاعة الوقت في الانغماس في جدليات الحدود التاريخية للدول أو الدويلات التي قامت على بعض أو كل من التراب الوطني الذي تمثله سلطنة عمان يعد من وجهة نظري عائق خطير نحو العبور بوطننا نحو الإصلاح المرتجى لقيام نهضة عُمان الثانية بعبارات أخرى فهو مجرد صدام عنيف بين التاريخ والواقع.

ومنه فإن مرتكزات اللجنة الذاتية للتوفيق والمصالحة بين التاريخ والواقع تقوم على مجموعة نقاط هي:

١. التاريخ بيت الحكمة والسجل الحافظ لأحداث الماضي، منه نأخذ الدروس والعبر، ونتسلى بمطالعة الكتب والأثر، ولكن دون أي محاولة لفرض ذلك التاريخ على واقعنا.

٢. تاريخ الدول أو المدن أو الأعلام لا يتم احتكاره لشخص أو مجموعة دون بقية شركاء الوطن، على سبيل المثال تاريخ النبي محمد عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم لا يخص قريش أو العرب دون بقية المسلمين، وتاريخ عواصم الخلافة من المدينة حتى اسطنبول مرورا بالكوفة ودمشق وبغداد والقاهرة لا يخص أبناء البلدان التي تقع فيها اليوم دون غيرهم، وقس على ذلك كل المشتركات في التاريخ التي قد تختلف عن الواقع.

٣. طمس التاريخ جريمه؛ وفرضه على الواقع خطيئة؛ ومنه فالتوفيق والمصالحة تقوم على توبة الطامسين واعتذار الفارضين.

٤. فخر المفاخر بالتاريخ لا يثنينا عن صناعة تاريخ يفخر به الأحفاد ويفاخرون، بمعنى أنه يجب أن لا يطغى الفخر على العمل.

٥. حل جميع الصراعات بين التاريخ والواقع بالحوار السلمي العلمي المنهجي بما يحقق القاعدة الفقهية “لا ضرر ولا ضرار”. والخلاصة أن لجان التوفيق والمصالحة بين التاريخ والواقع ستكون الجسر الذي يعبر علية وطننا نحو نهضة حضارية عصرية يملك كل المقومات لنجاحها، وتبقى تلك مجرد فكرة ووجهة نظر نضعها بين أيديكم عبر صوت عُمان .

بقلم / دكتور محمد العمري