كُن جميلًا

0
1485

بدأت النسمات اللطيفة تزور الوجوه مع التغير التدريجي لدرجات الحرارة التي بدأت بالانخفاض لتخف حدتها شيئًا فشيئًا .

لنودع شذى الصيف حيث بدأ النهار بالتقلص ليتمدد الليل ويخيم على الأرض مدة أطول، هناك عبارة قد قيلت ولا أعلم قائلها ولكنها عبارة جميلة فبوركت من عبارة وبورك قائلها وهذه العبارة ألحقت بحكمة شائعة تداولتها العرب والحكمة تقول ( كما تدين تُدان ) أما العبارة التي ألحقت بها فهي ( ليس فقط في الـظُلم بل ستدان حينما تجبرُ خاطرًا وتزيلُ همًا وتسعدُ نفسًا سيأتي اليوم الذي يُدان لك جميلك ).

في كثير من الأحيان ينظر الواحد منا لشىء معين من جهة واحدة على حسب فهمه ونظرته ، ولكن في حقيقة الأمر أن هذا الشىء لو تفطن له الواحد منا لوجد أن له جوانب كثيرة أكثر إشراقًا من تلك النظرة وهذا يقاس على كل شىء وقد ضربنا مثلًا بتلك العبارة وصدق القائل كُن جميلًا ترى الوجود جميلًا ولن تجد أجمل من القرآن الذي يدعوك إلى الجمال وإلى الطُهر والنقاء في سائر الشؤون وما تمسك به متمسك إلا وارتقى وحلق بروحه إلى الأعلى إلى عالم الروحانية والجمال، والسعادة والجلال حيث المراتب العلية من نتائج الأقوال والأعمال ، وحميد الخصال والأفعال، فلا يقرب من أكثر من ذكره شيطان ولا تتغشاه الأحزان وبهذا ملك رسول الله صلى الله عليه وسلم القلوب وأسر النفوس والقرآن هو سر الجمال ومنبعه وهو انعكاس جمال النبي محمد صلى الله عليه وسلم وارتباطه الوثيق به فكان خُلُقهُ القرآن فتلك هي أنوار البيان عليه صلى الله عليه وسلم ظاهرة تبدو للعيان هذا هو كلام الرحمن، فيا أيها المسكين يا من أعرضت عن هذا النور المبين وبحثت عن غيره بدعوى تحرير العقول من قال لك أن فيه سجنا للعقول أحسن الله عزاءك في العلم والعمل وارجع إلى رشدك فلن تجد من يشد عضدك حتى ولو أفنيت في سبيل البحث عمرك .

انظر إلى من كان قبلك لعلك تعتبر وترد عن غيك نعم كُن جميلًا بالقرآن كُن مطيعًا للرحمن نوّر العقل بأنوار البيان ورافق نبيك إلى الجنان فالحياة قصيرة لا تختمها بالأحزان.

ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي