23 يوليو… يومآ غير مجرى الحياة

0
1631

كأي يوم روتينى يمر على اى طفل عمانى فى التاسعه من عمره تكاد تكون المعلومات التى يتلقاها لاتتجاوز مانسبته 1%من التى يتلقاها قرينه.

اليوم بعد مضى 48 عاما .. اليوم هو كوحده قياس زمنية يمر اى واحد منا بها ولكن مايحدث فيها هو الذى يعلق بالذاكره ويشكل الوجدان .

وهذا ماحصل معى واقرانى فى كل عمان من أقصاها إلى أقصاها، ساقصها لكم ،فبعد أن رجعت من المزرعه ظهر يوم 23من يوليو 1970 لتناول الغداء والقيلوله لاكمل بعدها الذهاب مره اخرى للمزرعه حتى وقت صلاة المغرب لاعود بالعدد القليل من الأبقار والأغنام من المزرعه إلى البيت ،وما أن تحلقنا وتجمعنا كل العائلة على صينية الغداء وفى هدؤ مدينة صلاله المعهود آنذاك طرق مسامعي ازيز طائرات السترايك ماستر الحربيه وآليات عسكريه فنهضت سريعا لاغسل يدى وانطلق للشارع لاستطلاع مايحدث ولاحظت توجه العديد من الناس الى قصر الحصن  إلا أن الحرس منعوا اى كان من الاقتراب رغم أن سوق صلاله يقع داخل سور القصر لذا تجمع الناس حول سوق الخضار خارج السور فى ترقب لما يحدث ، لم يخطر ببالى نظرا لسنى بأن أمر جلل يحدث داخل أسوار الحصن لذا رجعت إلى البيت لأجهز حمارى والذهاب إلى المزرعه استعداد لرحلة العوده بالحيوانات من المزرعه إلى احواشها بالبيت كالعاده يوميا، وهذا هو روتين حياتى وحياة العديد من أقرانى الذين لم يحظو بفرصه للقبول بالمدرسه السعيديه الوحيده بصلاله والتى تستوعب عدد لايتجاوز الثلاثين طالب كل عام وليس للبقية منا سوى الكتاتيب ومساعدة الاهل فى أعمالهم

وبعد وصولى للمزرعه بفتره بدأ يلفت نظرى خلو مزرعتنا والمزارع المجاوره من اية حركه بشريه وقد كانت تعج بها عادة فى مثل هذه الأوقات وقد كان عادة عمى أو جدى رحمة الله عليهم جميعا يساعدوننى فى تجهيز الحيوانات لرحلة العودة إلى البيت وتحميل الحمار بالحشايش لطعامها الليلى ولا استطيع القيام بذالك لوحدى دون مساعده فانتظرت إلى بعد المغرب انتظر احد يساعدني وفجأه لمحت عمى قادما فيما يشبه الجرى على غير عادته والابتسامه والفرح تعلو ملامحه وأسرع لمساعدتى ورجع إلى المدينه بنفس السرعه جريا فسألته ماالذي جعله سعيدا وفى عجله من أمره فاجابنى (السلطان قابوس تولى الحكم فى عمان بدل والده) فلم افهم لماذا هذا يفرحه فباغتنى مضيفا والدك سيرجع من السفر والمساجين سيطلعون من السجون وبالليل بخبرك أكثر وبرغم انى لم استطيع تصور أبعاد الحدث إلا أن معرفة أن والدى رحمة الله عليه الذى لم أعد اتذكر ملامحه منذ آخر سفره له إلى الكويت سيرجع وساراه وان طلوع المساجين من السجون وهو ماعاناه بيتنا كثيرا لمدة عام حيث أن عمى لم يكن قد مضت إلا أشهر قليله على طلوعه من السجن الذى قضى بين قضبانه عام كامل كنت خلالها أحمل إليه وجبتى طعام كل يوم حيث أن أكل السجناء مسؤلية أهلهم ولاتقدمه الحكومه .

كانتا كفيله بفرحى والذى توالى بعد ذالك يوما بعد يوم والى اليوم والحمدالله . و كل عام ومولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه وامد بعمره بخير وصحه وسعاده .

المحامى خالد بن سعد الشنفرى