بيضاء ناصعة البياض تختال في أبهى الثياب لا شك فيها ولا ارتياب .. كانسياب الطفولة تنساب ليس بها كدرٌ أو سئمٌ أو حتى عذاب ، خضراء جنة من جنان الدنيا احتضنت كل جميل وأصيل وأول ما يحييك فيها النخيل عجبًا كيف تأسر القلوب ومن أول نظرة لها القلوب تميل ، حمراء بلون دم عراقة أهلها وكرم أصلهم وشهامتهم التي لا حدود لها سُطر تاريخها بدم الشهداء ومداد العلماء وقيل فيها أبلغ ما قيل من الكلام ببركة من فيها من رواد الفكر والأعلام وأئمة الدين الكرام
حتى أتى قابوس رجل السلام الذي أسس حكمهُ بثبات وإحكام وقضى على الشقاق والخصام وعمل على إسعاد شعبه ليل نهار بانتظام فبزغ نور العلم وتبدد الجهل والظلام وكان همه شعبه في أول المقام ، لم تفتر به الهمة ولم يثنِه شيء حتى جعل وطنه من أجمل الأوطان وسما به لتكون له المنزلة العليا بين سائر البلدان ، أوقف التناحر والتقاتل وأخمد الفتن وسار مع الشعب حتى انتهت المحن ، كان له الأثر البالغ والبصمة الواضحة والمحبة الكاملة من الشعب كافة، فأحبه الصغير قبل الكبير وعمت منجزاته كل الوطن وتفاخر بها جميع من به سكن ، وفى بما قد وعد ولا يزال كلامه نبراسًا يستضاء به فكان مما قاله فور توليه الحكم في خطابه لشعبه : أيها الشعب سأعمل بأسرع مايمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب وإنها لعمري لدرر من العبارات ونفائس من الكلمات التي وقعت على القلوب قبل المسامع واستشعرها كل محب وسامع فيا من أسعدت قلوبنا واحتويتنا جميعًا بحبك أسعد الله قلبك وبلغك ما تتمنى وفوق ما تتمنى من صنوف الخير وغاية السعادة . ارتبط اسم عُمان باسمك عقودًا من الزمان فلك منا المزيد من الولاء والعرفان وارتضيناك لنا قائدًا وسلطان ، آتاه الله الحكمة فكان بها مؤيدًا مسددا، اهتم بالعلم والتعليم منذ بداية حكمه كما كرس جهوده منذ بزوغ فجر النهضة المباركة على تطوير الوطن شق الطرق واهتم بالصحة،
مكن لعُمان المكانة حتى سايرت الركب وشملت جميع الخدمات اللازمة لبلدان ومناطق عُمان كافة في فترةٍ وجيزة من الإخلاص والعمل الدؤوب حتى أنه من زار عُمان فيما مضى وأتى من بعد ذلك يأخذه العجب من طفرة التقدم والتحضر وماشهده الوطن من مواكبة سريعة لمتطلبات العصر الحديث وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في سائر القطاعات . وقد أخبرنا الأجداد كيف كان ضنك العيش وشدة الصعوبة في التنقل من بلد إلى آخر ،. والحمدالله الذي وهب لعُمان وشعبها هذا الضرغام الذي اطمئن لحكمه الأنام اللهم متعه بالصحة والعافية والعمر المديد واشفهِ من جميع الأسقام اللهم احفظ قابوس من كيد العِدى وشر النفوس وارفع شأنه عاليًا فوق الهامات والرؤوس واحفظ وطننا عُمان ببركةِ دعوة نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم وسائر أوطان المسلمين واحفظ شعب عُمان وكل شعوب المسلمين هذه كلماتي أهديكم إياها احتفاءً بهذه المناسبة الغالية على الجميع و لها شأن وأي شأن في قلب كل عُماني حُق له ان يفخر بهذه المنجزات وأن يحافظ على ما في هذا الوطن من المكتسبات وكل عام والجميع بخير.
ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي
