علينا أن نطرح هذا السؤال قبل أن يأتي موسم الخريف وتبدأ الانتقادات
فهذا الموسم الاستثنائي الذي يشد له الرحال كل أبناء عمان وكثير من الدول الخليجية والعربية يمر عام بعد الأخر والتطور بطيئ يكاد لا يرى بالأعين
ولا نريد أن نقارن أنفسنا بنجاح مهرجانات أخرى إقليمية بالمنطقة والتي استطاعت في أشهر وليس سنوات أن تتربع على قمة العرش في الترويج لتلك الفعاليات
لأن بأختصار المقارنه ظالمه لنا
بما أن موسمنا لا يعتمد على الفعاليات ولكن يعتمد على الطبيعة الخلابه التي حباها الله السلطنه وصلاله في موسم الخريف ولكن هذه الطبيعة تحتاج الي خدمات يستطيع من خلالها السائح أن يقضي وقت ممتع هو وأسرته
لم يعد التلفريك والزلاجه والالعاب المائية هي المطلب الذي ننشده منذ سنوات فقد عفى عليها الزمن وظلت الوعود تتوالى سنه بعد أخرى بإنشاء هذه الخدمات الترفيهية حتى أصبحت ذات طابع قديم في معظم الدول السياحية اليوم ننظر الي ابتكار أحدث أساليب الترفيه في عالم الجذب للمدن السياحية الطبيعية فماذا لو كان لدينا قطار سياحي زجاجي يتحرك وسط هذه الغابات من منطقة شير الي أعلى القمه وهو يخترق السحب او منطقة أخرى
ماذا لو أوجدنا طريق بحري يشق الطريق الساحلي الي المنطقة الغربية رخيوت وضلكوت لتتمازج روعة الطبيعة مع مياه المحيط في منظر خلاب ويختصر تلك الطرق الجبلية الخطيرة
ماذا لو طورنا كهف المرنيف بالمغسيل بمطعم فاخر يطل على نوافير الماء الطبيعية
ماذا لو اقمنا العاب كهربائية حديثه في أعلى قمه مثل قمة سمحان لتخلق الاثاره والمتعه في أن واحد
هناك الكثير من الأفكار التي تسبق الزمن وتخلق سياحة حقيقية مستدامه
الخريف القادم بأذن الله ننتظر تدفق السياح الي المحافظة بعد توقف عامين بسبب كرونا وكل المؤشرات تشير الي فتح السياحه بمختلف اقطار العالم وهنى علينا أن نشير الي الدور الي لعبته بلدية ظفار طيلة الأعوام السابقة في الترويج للمنطقة وأقامة مهرجان صلاله السياحي وأعتقد هذا الدور سوف يتواصل هذا العام ولكن ريما بصوره متغايرة وبفكر حديث أنطلقت شرارته الأولى من نجاح فعاليات حديقة السعادة والتي إقامته بلدية ظفار خلال هذه الفترة وهذا النجاح راهن عليه المسؤولين في بلدية ظفار بخلق متنفس قابل للحياة وبالفعل نجحت الحديقة في استقطاب الاف الزوار وأصبحت ملجئ ترفيهي للجميع بعد ان كانت الحديقة طيلة السنوات السابقة شبه خالية من الزوار ما عدا بعض الزائرين من الجاليات الاسيوية
هذا النجاح ربما يكون ركيزة اساسية في الرؤية المستقبلية للفعاليات التي تقام خلال موسم الخريف فالخروج من دائرة ضيقه الي فضاء اوسع يخلق مساحات من الاستقطاب وتنشيط المدن والحدائق وتخفيف الزحمه وتنوع الخيارات ولعلنا قد نرى نقلة نوعية في رسم خارطة فعاليات مهرجان صلاله السياحي على مختلف المواقع في ولاية صلالة والولايات المجاورة وهذا التفكير يحسب لسعادة رئيس بلدية ظفار كذلك القائمين على المهرجان وفي الختام يبقى دور البلدية محدود في ظل الازمة المالية ولكن علينا أن نعي بأن رفد هذه الموازانات بمبالغ مالية سيأتي ثماره وسيحقق العائد المالي من خلاله اضعاف لخزينة الدولة
عماد محسن الشنفري