الشيخ هاشم ذو الوجه الباسم

0
925

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

كثيرًا ما كان ينطلق بسيارته الكلاسيكية البهية، من فئة المرسيدس التي يعود صنعها إلى سبعينيات القرن الماضي، ليؤم الناس في صلوات الجماعة في مسجد الشيخ سعيد بن ناصر الكندي المُطل على الفلج العامر في العامرات القديمة

والذي يعود بناؤه لنصف قرن أو أقل بقليل، وسط تلك الأموال و تحيط بهذا المسجد الباسقات الشامخة بشموخ المكان، وكان صوتُ الشيخ الندي يتردد في الأسماع من تلاواته العطرة،

وكان شقيقي الأكبر خالد يقول لي عندما يأتي لزيارتي، هلم بنا نذهب للصلاة في مسجد الشيخ سعيد بن ناصر الكندي لنستمع لتلاوة الشيخ هاشم الكندي الجميلة، حيث الهدوء والسكينةوعشق المكان وسماع صوت خرير المياه وهي تتدفق عبر الفلج

وهو الجدول الصغير الذي يمر أسفل المسجد تُجاه الأموال، حيث النخيل وسائر المزروعات، تردد الشيخ هاشم بين عُمان وزنجبار وكثيرًا ما كان يمكث في زنجبار أوقاتًا كثيرة،
حيث الارتباط الوثيق بين عُمان وزنجبار لا سيما أن زنجبار كانت جزءا لا يتجزأ من الإمبراطورية العُمانية العظيمة،

كنتُ أقول مازحًا للجار العزيز أبي يوسف محمد المعشري، أريد أن أسأل الشيخ هاشم هل سيارته الكلاسيكية للبيع، قال لي جرب وسترى كيف سيكون رد الشيخ، فتفطنت من هذا الرد أن الشيخ متمسكًا بها أيما تمسك، فأعرضت عن السؤال،

وتذكرني سيارته هذه بسيارة العم حسن بن صالح بن رزيق الوهيبي وهو أحد الجيران في روي الحبيبة حيث إنها تطابقها في الأوصاف فرحم الله العم حسن، كان الشيخ هاشم أنور الوجه باسم المحيا، كثيرًا ما كُنا نلقاه في المساجد، والجوامع التي تقام فيها الجُمع، فيبتسم حين نبادر بالسلام عليه،

وقد وصلنا نبأ وفاته البارحة عن مر ض عاجله، ولم نسمع عن مرضه من قبل، ستفقده المساجد والجوامع، وسيظل صوته الرخيم يتردد على الأسماع كل وقتٍ وحين، وسنذكره بالدعاء ما حيينا والعزاء لأولاده الأفاضل، ولده عادل وسائر الأبناء

وكل ذويه الأقارب والأباعد، كما نعزي الشيخ جابر الكندي وجميع سكان العامرات القديمة ممن عرف الشيخ هاشم وأحبه، رحم الله الشيخ هاشم وأجزل له العطاء وجعل مأواه الجنة مع الأنبياء والصديقين والشهداء.