علي يرحل ويعانق الوادي

0
1751

بقلم/ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

في صباح ليس ككل صباح، يصبح أهل الحي على أصوات سيارات الشرطة والدفاع المدني، ويدوي الخبر في منطقتنا،

لحظة ذهول وصدمة تودي بالعقول، فمن منا لايعرف الشاب علي الربخي الذي كان يرتاد المنطقة مشيًا وتعرفه كل العامرات، لا سيما المساجد التي كان يعتادها،

وقد انتشر بالأمس خبر خروج علي من منزله، وبين عشية وضحاها، نسمع أنه قد عثر عليه صباح هذا اليوم في وادينا وقد فارق الحياة،

فنحن نذكر منه الابتسامة وجميل اللقاء ونذكر منه الصبر على البلاء، يا اللهُ الطف بعبدك علي فقد عهدناه صابرًا وذاكرًا، اللهم أنزله منازل الشهداء،

اللهم اجعل في كلماتي هذه المواساة والعزاء لأهل علي وذويه ولكل الأصدقاء
تفقدك المساجد يا علي وتفقدك كل الأماكن، ونفقدك نحن جميعًا،

كان آخر لقاء بيني وبينه منذ أشهر قليلة أمام مدخل بنك عمان العربي بالعامرات برفقة أخيه حمد، حيث سلمتُ عليهما وسألتُ عليًا عن أحواله، قال لي بخير ولله الحمد،

كان علي يعاني من مرض عانى منه طويلًا، ورغم هذا المرض إلا أنه كان مداومًا على الطاعات، ويحافظ على الصلوات ويكثر من الأدعية والأذكار،

وقد رأيته يصلي في أكثر من مسجد بمنطقتنا في العامرات الجديدة، وكثيرًا ما كنتُ أراه في مسجد أنس بن مالك، وجامع الإمام علي بن أبي طالب، وكل مسجد قصدته وكان له فيه أثر من ذكر ودعاء،

فقد أبى عليٌ إلا أن يعانق الوادي الذي كثيرًا ما كان يقطعه أثناء ذهابه وإيابه ،فالوداع ياعلي وإلى المقام العلي عند ربنا العلي .