رحل علي عوض

بقلم / عماد محسن الشنفري

قد يكون الفنان علي عوض ليس بذلك النجم الامع الشهير
بسبب انه لم يأخذ فرصتة بشكل مستحق تليق بموهبته علي الشاشة الصغيرة ولكنه نجم مسرحي تلقائي لا يشارك بعمل علي الخشبة إلا كان هو ذلك الفارس الذي يرسم البسمة علي الجمهور
عرفت علي عوض اثناء مشاهدتي لأحد العروض المسرحية المشاركة في المهرجان العماني ورغم ان العرض كان جادا باللغة العربية الفصحى الا ان الفنان علي عوض رحمه الله كان يضيف عليه بأفيهات من خلال خروجه على النص ولم تكن أفيهات عشوائية انما مدروسة متقنة تتناسب مع المشهد هذه الأضافات المباشرة من الراحل رفعت العمل المسرحي وكسرت حاجز الملل لدي المتفرج أيقنت عندها انني امام فنان كبير ليس من النوع التقليدي اقتربت من شخصه فيما بعد لأجدني امام أنسان خلوق رائع الصفات
وهكذا هم الرائعون يرحلون دون استئذان تذكرت اليوم مجموعة من الزملاء تتشابه بينهم الصفات سبقوه في الرحيل أمثال الفنان سعود الدرمكي والفنان عادل اليافعي والفنان مؤيد اليافعي وعامر بن جيح وجمعه الخصيبي جميعهم تجمعهم هذه الصفات أبرزها الفنان التلقائي صاحب الموهبه والكاريزما التي يحبها المتفرج لا تشعر انه يمثل يملك موهبة الأرتجال وفراسة الرد والخروج عن النص في الوقت المناسب
امثال علي عوض وان كانو قله لدينا في المجال الفني الا انهم موجودين وهم مغمورين ربما لا يعرفهم احد اشبهم بالمعادن الثمنية التي زالت لم تستخرج من باطن الأرض يبحثون عن فرصة حقيقية تبرزهم علي الساحه ومؤلم ان نراهم يرحلون دون ان ينالو هذه الفرص بسبب تقوقع درامي منحصر وقلة اعمال مسرحية وغياب الأرادة الحقيقية بتطوير الدراما المسرح
رحل علي عوض ورفاقه من قبل ان يرون احلام رسمت بنهضة فنية يجد فيها المبدع والفنان فرص الظهور والدعم المنشود لأعمال تنافس الاخرين وتتفوق عليهم. فالموهبة والابداع موجود بين ربوع هذا الوطن ولكن توفير المناخ والعوامل المادية واللوجستية غير موجود
رحم الله علي عوض واسكنه فسيح جناته وكل من سبقوه
وأملنا في النهضه المتجددة ان يجد المسرح والدراما مكان لها في قلوب من هم علي رأس مؤسساتها الاعلامية والثقافية