الشيخ القدوة سالم الرواحي

0
1680

بقلم/ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

رحل صاحب الصوت المألوف والقلب العطوف والذي كان يقولُ للناس حُسنًا ويأمرُ بالمعروف وقد خلف الأثر الطيب
والعلم النافع والنصح المستمر والدعوة إلى الله بإخلاص

ونحن شهود الله في أرضه من للمنابر والخطب والمحاضرات من للسمعيات والمرئيات من للدرر من النصائح والكلمات من للأسفار والمؤلفات

سلمت يا سالم وسلمك الله من هذه الدنيا
وغنمت إذ غنمت برؤيا البشرى وأيُ رؤيا بل أيُ بشرى وممن من الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ذكر ذلك الشيخ الجليل محمد بن سيف الرواحي في مقطع صوتي له

وأشار إلى ذلك أيضًا الأستاذ الدكتور خالد السيابي في تغريدة له نترقب خبرها وسرد تفاصيلها وأهل سمائل أدرى بأحوال أهلها من غيرهم

وحُق لفقيدنا الغالي هذه البشرى فالله يختص من عباده من يشاء بالبشرى في الحياة الدنيا قبل الآخرة ولهم في الآخرة الدرجات العُلى من الجنة

وأولياء الله هم من يكتب الله لهم القبول في الأرض وتتكشف الحقائق بعد رحيلهم عن الدنيا وما أعده الله لهم من النعيم المقيم

فإذا أحب الله عبدًا من العباد نادى في سكان سماوته إني أحب عبدي فلانًا فأحبوه فيكتب له القبول في الأرض وتسري محبته بين الخلق

وما اتفق أهل الأرض على حب أحد إلا وكان هذا الحب بشارة له ولأهله ولا نزكي على الله أحدًا والله حسيبه وهو أعلم به وبتقواه منا

ولكنا أُمرنا بالشهادة والرجال يُعرفون بأفعالهم وطيب خصالهم وحُسن سيرتهم ناهيك عن أعمال البر التي قام بها وكل ذلك خدمة للقرآن والإسلام

منها ما ظهر وعرفتموه ومنها مابطن وخفي عن الخلق والله خير الشاهدين وهكذا هو حال المؤمن يرحل ويبقى الأثر

فها هي سمائل كلها ترثيه وعُمان جُلها تبكيه والكتب تفقده والمصحف يحن إليه ويشتاقه وخلوات الليل تفقد وجهه الأنور

اعتدتُ سماع صوته عبر المذياع ذلك الصوت الندي الذي ملؤه الإيمان واليقين وكلامه الثمين المؤيد بالبرهان المبين

ومن يكن حاله كحال الشيخ سالم نهاره علمٌ وعمل وليله تهجد وعبادة وسهر ودعاء لحفظ الأمة الإسلامية ونشر الخير للبشر

إن معلم الناس الخير تستغفر له الحيتان في ظُلمات البحر وكذلك النمل في جحوره وتشيعه الملائكة وتدعو له وتبشره

وسلوا من أحبه وكان قريبًا منه ونعلم تمام العلم أن الفقد مؤلمٌ والمصاب جلل ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وما مات من ترك العلوم وارتقى بهمته إلى النجوم

نعزي أنفسنا أولًا وأهل سمائل وأهل عُمان قاطبة وجميع الأمة الإسلاميه في وفاة هذا الشيخ القدوة الدكتور سالم بن مبارك الرواحي رحمه الله

وخالص التعازي وعظيم المواساة لأسرة الفقيد وذويه ونسأل الله العظيم أن يجمعنا به في جنة الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسُن أولئك رفيقا في مقعد صدق عند مليكٍ مقتدر