هل استوعبنا الدرس؟!

0
7280

محمد بن علي الوهيبي

مقطع وصلني عبر” الواتساب” يصور حياة إمرأة تقف في مكان مظلم، وفي حي من أحياء عاصمة بلادنا، وكما يبدو من المقطع أنها تواجه تحديات الحياة وتجابه أزماتها لتوازن بين امكانتها المتاحة ومطالب الحياة المتزايدة، تخفي تحت ضلوعها أصالة وعِزة لتواجه هزائم الحياة المتلاحقة ، تقف وراء بسطتها بصمود مدهش أمام لقمة العيش، لتبيع شاي الكرك بأنواعه وشُربة الذرة بالدجاج وتبيع الملح البحري وزيت الزيتون والسمن العماني ووفق المقطع المتداول تبقى في هذا المكان يومياً اعتبارًا من الساعة السادسة والنصف صباحاً وحتى الثانية فجرًا ربما تتخللها فترات راحة بسيطة لتعاود وقفتها في هذا المكان الموحش إلى ذلك الوقت لتوقد في بيتها شموع الحياة لأولادها.

بعد هذه السطور اتساءل أين ذهبت الفضائل والشيم في مجتمعنا؟ وأين ذهب دور المؤسسات الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني في تحسين الواقع لتعزيز الطمأنينة وبث الأمل والاستقرار في مجتمعنا العماني، والذي لا يشكل في نظري مشكلة عويصة من حيث الكثافة العددية لسكان البلاد، كما أنه لاينبغي وجود مثل هذه الحالات في بلادٍ كبلادنا خيرها كثير وعدد سكانها قليل.

وفي مقابل حكاية تلك المرأة سأسرد واقعة حدثت قبل مدة ليست بعيدة حكاية أعرفها تمام المعرفة، عندما ذهب أحد الموظفين في أحد المؤسسات الحكومية لمقابلة مسؤول مهم في جهة حكومية أخرى لكي يبلغه بعدم الحاجة للاستمرار في استئجار عقاره الذي استأجرته تلك المؤسسة لبعض دوائرها وانتفت الحاجة إليه لتوفر المبنى الحكومي، فماذا كان جواب ذلك المسؤول المهم ؟!

( يا اخي انت جاي تخرب علينا نحن عارفين ان خير الحكومة فاضل خلنا نستفيد!!، انت روح لعملك ودعني اتواصل مع مسؤولك الأعلى)

علماً بأن المسؤول المؤُجِرلهذا العقار يعيش في تخمة مالية، ولديه مؤسسات خاصة، وكان لمنصبه الحكومي الرفيع الدور الأكبر في تنامي ثروات مؤسساته الخاصة .

لعلنا الآن استوعبنا الدرس في كيفية تضارب المصالح ، وعلينا الآن أن نتدارك كل هذا ونعدل المسار ونضع النقاط فوق الحروف لنقل إنسان هذا الوطن بأسرع ما يمكن إلى سعة الحياة ورحابتها.