ماذا تعني مفردة الصيف في قاموس إنجازات شرطة عمان السلطانية؟

0
1257

مفردة الصيف لها خصوصيتها في قاموس الشرطة، وهي خصوصية نابعة من طبيعة الصيف ذاته، وحجم العمل فيه وتشعبه، وطبيعة الظروف التي تتعايش معه.

فتحتم مزيدا من الجهد والعطاء والابتكارية في أداء المهام، ولعل ما تتيحه الإجازة الصيفية من فرص الاستجمام والسفر والسياحة، فإنها في المقابل تفرض عددا من المتغيرات والممارسات، التي تستدعي يقظه العين الساهرة وحدسها في هذا الشأن .

فما قد يؤديه وقت الفراغ من بروز ممارسات تتجافى والسلوك الاجتماعي السليم، أو هدف تحقيق النظام ونشر الاستقرار، كحالات السهر لدى الشباب لأوقات متأخرة من الليل، والتفحيط، والسلوكيات المرتبطة بالطريق، وحدوث بعض الممارسات الجرمية كتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية .

وما تقوم به الإدارة العامة للمخدرات والمؤثرات العقلية من جهود في رصد حالات الاجرام والمخدرات وتعقب حالات السكر وغيرها بالاضافة إلى دورها في رصد مسرج الجريمة والوقوف على حالات السرقة من المنازل والمحلات التجارية أو جرائم الاعتداء أو غيرها من الحالات، وتقديمها للعدالة بعد تشخيص الحالة وتعرف الأسباب المؤدية إليها .

وإن دلت المؤشرات على أنه لا توجد علاقة ذات دلالة احصائية بين متغير الجرائم وفترة الصيف، وقد يفسر ذلك لاستدامة جهود الشرطة ومتابعتها المستمرة لهذه الملفات، فإن زيادة خطط الطواري وعمليات الشرطة في الصيف، لا يقلل من حضورها المستمر بقية أيام العام وشهوره،- ناهيك عن حالات الحرائق والاسعافات والغرق التي برزت بشكل ملفت في هذه الفترة ، والتي تستدعي في المقابل حضورا مستمرا لعناصر الشرطة، والدور الذي تقوم به الهيئة العامة للدفاع المدني والاسعاف في التعامل مع حالات الطوارئ الناجمة عن الحرائق والتسليكات الكهربائية والغرق في البرك المائية وسواحل السلطنة الممتدة، بالاضافة إلى تزايد رخص القيادة في هذه الفترة من العام، نظرا لإجازة الطلبة في المؤسسات الجامعية أو المدارس ممن يحققون السن القانونية .

بالاضافة إلى ما يسببه تردد المواطنين عبر المراكز الحدودية للتسوق والسياحة في البلدان المجاورة ، من ضغط على المنافذ الحدودية، وما يتطلبه ذلك من اختصار الاجراءات، وتسهيل عمليات المرور، وتكثيف دوريات المراقبة الحدودية التي تقوم بها الإدارة العامة للجمارك، في الكشف عن حالات التهريب وغيرها، وما تقوم به الادارة العامة للمرور من جهود في ضبط مسارات الطرق، وتوجيه قائدي المركبات والتوعيات المرورية المستمرة في التعامل مع خريف صلالة، ودوريات المتابعة والمراقبة المرورية بطول الطريق الممتد الى محافظة ظفار ومحافظات السلطنة الأخرى .

وجهود الادارة العامة لتقنية المعلومات فيما تقدمه من برامج وتطبيقات الكترونية مساندة، ودورها في الكشف عن حالات الابتزاز الالكتروني التي تبرز في هذه الفترة بشكل أكبر نظرا لأوقات الفراغ لدى الشباب وغيرهم، والبحث عن أي توجه يشغل الفرد فيها، أو جهود إدارة العلاقات العامة بقيادة الشرطة وما تقوم به من حملات التوعية والتثقيف والاعلام الشرطي في رصد الحالة الامنية والشرطية بشكل دوري، ناهيك عن الدور المحوري الذي تقوم به الادارة العامة للمهام الخاصة المنتشرة في الولايات والمحافظات، من دور تعبوي وجاهزية في التعامل مع الحالات الأمنية الطارئة، ودورها الداعم للوحدات الأخرى بالشرطة، والإدارة العامة للأحوال المدنية وما تظهره مؤشرات الزيادة المضطردة في عدد المستخرجين للهوية الشخصية او الجوازات أو التأشيرات ، وغيرها من الإدارات والوحدات الأخرى التي تقرأ مفردة الصيف بصورة أكثر مهنية وابتكارية وجاهزية .

في صورة العمل الشرطي المتكامل، المعزز بفرص الاستفادة من المعلومات والبيانات والاحصائيات الشرطية في بناء موجهات أداء شرطي قادرة على إدارة التحول، وتقديم أنموذج عملي في الاستفادة من البيانات والاحصائيات في تنفيذ المهام والدقة في استراتيجيات تحديد الأولويات.

إن الصيف في قاموس الشرطة، محطة عطاء وانجاز ممتدة، وحسم للكثير من التحديات والمتغيرات، وفرصة تنافسية تجد فيها القيادة العامة للشرطة، منطلقها لتعميق ثقافة العمل الشرطي، في تكامل وحداته، وتناغم أولوياته، وقوة أدائه، ومهنية أفراده، وكفاءة موارده، وجاهزية أدواته ، ليجد المواطن والمقيم والسائح والزائر، إلى عمان، مساحات السعادة والهناء، ومنبع الصفاء والنقاء .

فإن كلمة شكر وتقدير واجبه في حق العين الساهرة ، على ما تقدمه من دلائل الاثبات لإنجازات تفوق التوقعات، وتتناغم مع رغبات إنسان هذا الوطن، في مختلف المجالات، متخذة من منهج الشراكة والدقة والتيسير على الناس واختصار الاجراءات ووضع مرئيات المواطن والمقيم موضع التقدير والاهتمام، والاستفادة منها طريقا للتطوير والتجديد، مستوعبة كل اشكال التعبير عن الممارسة التي يقوم بها الشباب في وضوح آلياتها، وسمو خطابها الذي يتجه للإيجابية والأخذ بأيديهم، وتقديم كل الخدمات الداعمة لأمن الإنسان واستقراره .

وإن قافلة الأمن والأمان والخير والعطاء، التي اتجهت لمحافظة ظفار سيدي معالي الفريق المفتش العام للشرطة والجمارك، وما يمثلها من وحدات المرور والدفاع المدني والاسعاف والمهام الخاصة والتحريات والعلاقات العامة والاعلام وغيرها، تعبير وطني صادق فريد، يعكس جاهزية العمل الشرطي، وتفاعله الراقي مع معطيات الساحة العمانية ، ومستجدات العمل الوطني، يرسم ابتسامة صادقة لأبناء هذا الوطن في حسن صنيعكم أيها المخلصون لعمان، ومنهج عملكم الراقي، وحرصكم المستمر على أن تكون شرطة عمان السلطانية، في مقدمه من يفتح نوافذ الأمل ويبني مساحات السعادة، لصيف ممتع وخريف مبهر.

د . رجب بن علي العويسي