أهلا بالعيد

0
951

يحيى بن حمد الناعبي

اللهم جبرا يليق بكرمك، وفرجا يليق بقدرتك، وعفواً يليق برحمتك.

في بداية الشهر الفضيل، وتحديدا في يوم السبت غرة رمضان ١٤٤١ ه الموافق ٢٥ إبريل ٢٠٢٠ م. كتبت مقالا بعنوان ( أهلا رمضان)

تحدثت فيه عن رمضان مختلف تماما عن الذي عهدناه خلال السنوات الماضية، رمضان أتى في ظروف استثنائيه لفيروس كورونا، الذي جعلنا نبقى في بيوتنا ونتبع الإجراءات التي وضعتها اللجنة المكلفة بالتصدي لهذا الوباء، للحد من انتشاره والتقليل من أضراره.

وها نحن اليوم نصل إلى آخر أيام الشهر المبارك، ونستعد لتوديعه، فقد كان اللقاء سريعا، ومضى الضيف على عجل.

بعكس ماكنا نتوقع من حيث بقائنا في البيوت الذي قد يشعرنا بالملل والضجر، ولكن بتحويل المحنة إلى منحة، وأن الصبر مفتاح الفرج، ظل التفاؤل رفيق دربنا وعشنا أجمل الأيام مع الأسرة الكريمة، قضينا أوقاتا سعيدة معهم.

غيرنا بعض سلوكيات وأنماط حياتنا، تعلمنا أشياء كثيرة لم تكن في واقع حياتنا، اعترفنا بتقصيرنا في أمور كثيرة كصلة الأرحام، والصلاة والذكر وقراءة القرآن الكريم فرمضان شهر الصيام.

اعتمدنا سياسة التغيير للأفضل والتغيير المستمر، بحيث نواصل نفس النهج في بقية الشهور.

وها نحن اليوم نستعد لاستقبال العيد السعيد، بنفس الظروف بل وأصعب من التي استقبلنا بها شهر رمضان المبارك.

وفي ظل إجراءات جديدة ومشددة للحد من انتشار هذا الوباء الخطير بين أفراد المجتمع، من خلال التجمعات الأسرية التي اعتدناها خلال الأعياد.

فاجتماع الآباء والأبناء مع أبنائهم
في بيت الجد والجدة مشكلين تلاحما أسريا قلما يحدث عدا في مناسبات العيدين. فأصبح غير مرغوب.

حيث أننا في مرحلة ذروة انتشار الفايروس ، الذي يحتم علينا جميعًا أن نتكاتف، وننفذ التوجيهات ونضعها على أرض الواقع، ولا نخالف التوجيهات الواردة إلينا من اللجنة العليا.

فينبغي علينا جميعًا أن نقف بحزم تجاه المخالفين، لأن الضرر لاقدر الله لايكون على هؤلاء المستهترين فحسب ، بل سيشمل الجميع عندما تقع الفأس على الرأس، وستطول فترة بقاء الوباء في مجتمعنا، وتغلب علينا الحسرة، وحينها لاينفع الندم.

فزيارتك لأحد أقربائك في العيد ستكلفه الثمن باهضا، وتقوض الجهود الرامية للخلاص من هذا الفيروس الخطير الذي أقر مضجعنا، واستهلك ميزانيات الدول بإنفاق الملايين بل المليارات في علاج هذا المرض.

فلنجعل شعارنا معا لعيد سعيد في بيوتنا، معا لفرحة تدوم، معا لسعادة غامرة، معا لأجل عمان.