جسوم

0
2133

حين رأيتك هذا الصباح بجوار الجبل الذي تعلوه قلعتنا متكئا على أخيك الأصغر وعكازك ….وتسحب رجلك اليمنى لتصل إلى الرجل اليسرى ببطء شديد وكأنما تجر جبلا وأنت الذي صعدته بمناسبة وبدون مناسبة عشرات المرات .

 فكم ….وكم صعدت ذلك الجبل لتمسك بغيمة شاردة أو نجمة أدركها الصباح….. ونسيت أن تغيب بعد أن بان ضوء الشمس….. أو تسلقته بحثا عن شجيرات المقل والحماض بعد سقوط المطر ….

وما أكثر مواسم سقوط المطر في تلك السنين ….تذكرت ذلك الفتى بشيطنته ومشاغباته وتعليقاته اللاذعة بلهجتنا المحببه الشهيرة …… في مباريات كرة القدم بين فرقنا الرياضية أو في أزقة وحواري روي …..قلت لك كن قويا يا سالم. ….كما عرفتك فأنت لا زلت شابا في ريعان الشباب ….

ومهما تشيطن السكر وتوغل إلى أصابع قدميك التي كنت تروض بها كرة القدم…و كنت تراوغ بها بمنتهى المهارة والخفة والرشاقة وتحرز أحلى الأهداف… فبخفة روحك وبراءتها أنت قادر على تجاوز السكر…. وتحويله إلى صديق حميم….. .. الصيف قادم يا سالم جهز تركمانك….

و أصعد التل القريب من بيتك واستظل قليلا تحت ظل غاف طوي الواسط لتحديد وجتهك حسب اتجاه الريح … واستعد لموسم صيد العصافير والحمام عابرا الحقول القريبة ….

تلاحق طرائدك في طويان …مسيطيح. ..و الخزينة ……والفتح…..

بقلم / محمدبن علي الوهيبي