سارة نلسون-2

0
1736

الجزء الثاني
بقلم الكاتب / يعقوب بن راشد بن سالم السعدي

في القاعة الكبرى بالبارجة أعتلى قائد فريق البحث لمثلث برمودا المنصة ، وأخبر الجميع إننا بعد غد سوف نكون على مشارف مثلث برمودا ، لذا علينا أن نكون مستعدين وملتزمين بكل ما يتعلق بخطة البحث التي سوف يتم تناقشها وتداولها في القاعة ، كما أكد أن ليس هناك مجال لإرتكاب أي خطأ قد يعرض الباحث أو الطاقم بأكمله إلى مكان غير معلوم كما حصل مع من سبقنا ، كان الجميع ينصت بتمعن ومدرك حقيقة الذي قادمين إليه من مغامرة مجهولة النجاح من الفشل ، وقد تكون نهايتنا جميعا في مثلث برمودا الذي حمل كل اسرار البحر والجو ، كم من سفن وطائرات سقطت وإختفت مجرد وصولها ودورانها بمكان المثلث حتى إنه سميا مثلث الموت ومثلث الرعب .

وها نحن نقترب منه بمحض إرادتنا يسبقنا الفضول إلى إكتشاف كل شبرا منه ، حين كان قائد البحث العلمي البروفيسور لوجن ماك يتحدث معنا كنت أنا أراقب سارة نلسون وأبعث إليها بإبتساماتي ونظرات الشوق والحنين إليها من جديد ، وكأنها لم تنم بالأمس على صدري ، لاحظة ذلك فبادلتني بإبتسامة عريضة وغمزت بعينها اليسرى ، فألهبت حواسي الخمس وأحرقت كل الصبر الذي يحتويني ، قلت في نفسي .. ما أجملك وما أحلاك ياسارة ، سوف أكون رفيقك في قاع مثلث برمودا حتى أحفظك من الغرق او الفقدان ، لن يحارب أحدا من أجلك أو يضحي بحياته من أجل أن تبقي غيري

خرجنا من القاعة إلى مكان المعدات والمكائن وكل ما يتعلق بأمر البحث والغوص وبدأنا في تشغيلها وإختبارها نظريا في الورشة التي عدت خصيصا في البارجة لها ، تم شرح كل شيء على حدة حتى الغواصات الفردية والجماعية تم شرحها بشكل مفصل ودقيق ، ومعظمها لا تختلف مميزاتها وخصائصها إلا بالشيء اليسير ، كإدخال بعض التحسينات والنظم التي تجعلك أكثر أمانا أو بقاءاً في الأعماق لساعات إضافية ، ما شد إنتباهنا وصدمنا قليلا هو تلك البنادق ذات الأسهم المدببة في مقدمتها ، بدعابة قلت لقائد الفريق .. هل علينا أصطياد السمك أثناء الغوص ؟

ضحك الجميع بما فيهم قائد الفريق لكنه رد على بجواب صدمني أكثر من سابقة .. بل تصطاد بها الجن قبل أن يأخذوك إلى غيابة جب البحر السحيق حيث لا رجعة لك ولا عودة .. فتكون عبدا لإبليس واتباعه .
ضحك الجميع إلا أنا فقد كنت أقرأ كل ملامحة وهو يسترسل في كلماته التي أغرقتني رعبا أنساني في لحظة تعلقي بسارة نلسون ، فقال أتعلمون كم سفينة وكم طائرة اختفت في ظروف غامضة بهذا المكان ؟ ، أتعلمون أن مثلث برمودا يسمى كذلك بمثلث الشيطان ؟ ، هنا يسكن إبليس وقومة ، إن أول حالة إختفاء في مثلث برمودا كانت في 16 سبتمبر عام 1950 ، ثم تلتها حالة إختفاء أخرى عام 1962 ، والكثير الكثير من الأحداث الغامضة ، ما جئنا اليوم إلا لنكتشف سر مثلث الشيطان أو نجد قصر إبليس أو نرجع بحطام تلك السفن والطائرات حتى نتيقن إن مثلث الشيطان ما هو إلا نسيج من خيالات البشر ، وحتى ذلك الوقت علينا أن نركز على مهمتنا كباحثين وعلى سلامتنا كبشر من خوض هذه التجربة الكبيرة والشجاعة التي لم يسبق وإن قام بها أحدا قبلنا .

كنت أكثر شخصا يسأل ويستفسر ولم أظن بأن سارة كانت تتابع كل قراءات ملامحي وصور تعابير وجهي المدقع من الخوف والمجهول الذي ينتظرنا ، إقتربت مني لتقف خلفي مباشرة ثم تهمس في أذني اليسرى .. تحتاج بعد كل هذا إلى جلسة إسترخاء وحمام ساخن ، ألتفت ناحيتها وإبتسمت وأنا أهز رأسي ، فإذا بصوت شديد تهتز له البارجة ونتقاذف فوق بعضنا البعض لمسافة بلغت بين ثلاثة أمتار إلى أربعة ، صاحت صفارات الإنذار في البارجة لابد بأننا اصطدمنا بجل أو شعب مرجانية كبيرة ، هرع الجميع إلى الخارج ليرى ما حدث ، لكن الوضع كان هادئا ولم تكن هناك جبال في المحيط الأطلسي وتحديدا في تجاه سير البارجة ، بل جاء بعد فترة بلغت الربع ساعة بان القبطان يؤكد بأن الرادار لم يوثق أي شيء ولم تدرك كل كاميرات المراقبة ولو جسم غريب في الماء ، لكن ما حدث يدعوا إلى الإستغراب