بقلم / محمد بن علي الوهيبي
لا أبالغ إذا قلت من لم يشاهد سليمان المر كيف يلعب كرة القدم بقدرات مهارية وفنيات عالية، والتي استمتعت بها جماهير كرة القدم في تلك الأيام الخوالي فهو حقاً لم يعرف أجمل فصول كرة القدم العمانية.
فإذا أقبل سليمان المر
حضرت متعة كرة القدم وجاءت الجماهير من كل حدب وصوب لمشاهدة لاعب من طراز نادر .
ومن المؤكد أن سليمان المر لم تخدمه المرحلة التي ظهر فيها، بل وساهمت الظروف التي عاشها والإصابات المتلاحقة في ابتعاده عن الملاعب واعتزاله مبكراً وهو في ذروة التألق وقمة العطاء، وتسببت في حرماننا من استمرارية هذا اللاعب الفذ في ملاعبنا والاستمتاع بلعبه سواء عندما كان يلعب مع نادي روي أو نادي الشرطة أومع المنتخب الوطني.
ويبدو أيضاً وكما يقال أن الأشياء لا تقاس بمدة بقائها بل تقاس بمدى تأثيرها.
كما أن هناك لحظات قصيرة لاتنسى مهما تقادمت عليها الأيام. وسليمان المر ابن هذه اللحظات ومن حالاتها المبهجة في عالم المستديرة.
ومن المعلوم أن سليمان المر الوهيبي ولد وعاش في مدينة روي ومن ملاعبها سطع وتألق لتعرفه جماهير السلطنة وجماهير الخليج التي دائماً ما تحرص على متابعة أخباره.
كما أن سليمان المر هو الذي أعطى لكرة القدم بعداً فلسفياً خاصاً به وسطر منطقاً ورسم مساحات شاسعة من الجمال في عوالم كرة القدم العمانية على كافة أرضيات الملاعب التي لعب فيها وسحر الجماهير بفنه وحسه العالي، وجعلهم يقطعون المسافات الطويلة ليستمتعوا بحركاته المهارية الإستثنائية واسلوب لعبه الذي لا يقل عن أداء البرازيلي رونالدينهو في التلاعب بكرة القدم ومراوغاته التي تربك كل من يواجهه ويجعلهم في مواقف صعبة رغم أنه كان يلعب بكل بساطة فهو أفضل من قدم السهل الممتنع والممتع في آن واحد .
وسليمان المر هو من تمناه المعلم حسن شحاته أن يلعب في نادي الزمالك المصري الذي كان حينها مدربه في نادي الشرطة وشهد وأقر بأنه أمام لاعب لا يتكرر.
وسليمان المر أيضاً هو من أدهش وأمتع اللاعب يوسف الثنيان موسيقار كرة القدم السعودية وصاحب إنجاز آسيا (88) لصالح المنتخب السعودي وجعلت الثنيان يبحث عنه ليعبر له عن تشجيعه لإسلوب لعبه عندما شارك مع نادي الهلال السعودي هنا في مسقط ضمن مباريات أندية مجلس التعاون .
ورغم أن سليمان المر لم يعمر كثيرا في الملاعب واعتزل باكراً كما سبق وأن أشرنا إليه إلا أنه ترك ذكريات لاتنسى وفناً كروياً عمانياً خالصاً وحفر اسمه في سجل الإبداع الكروي بأحرف من ذهب .
وقبل أختم لابد أن أذكر بأنني كلما اتجهت إلى أي مكان في أرجاء بلادنا عمان يجري السؤال عن سليمان المر
أين هو ؟!
ولماذا توقف عن اللعب ؟!
وسيل من أسئلة كثيرة تجعلني أتساءل ماذا فعلت بهم يا سليمان المر؟!!.
