نضال القلم

0
1502

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

مهما استمر الغلاة ومهما كثُر الوشاة ومهما استبد الألم واستمر التحريض فالطريق مرسوم منذ القدم، وأينما كنتُ من أصقاع الأرض ستصلُ كلماتي بإذن الله ولن يتوانى القلم، فلم يخذلني يومًا وقد مضى معي في طريق النضال .

كما لم تخذلني الكلمات ولم تكن يومًا في سبات وباتت تبدد كل الظُلَم ورسخت رسوخ الجبال، حينما يحمل الواحد منا رسالة ينبغي أن يدافع عنها بكل ما أوتي من قوةٍ وجهدٍ ووقت وبكل ثقةٍ وعزم وسيجد لذة هذا العمل وحلاوته كشرب العسل ، فكيف إذا كانت هذه الرسالة قد طغت على العقل واستقرت في الوجدان وباركها القلب الذي هو الأب الروحي لهذا الجسد

إن الإفلاس من المقاومة لواقع بأهل التثبيط والحسد لا محالة فقد كُتب الفشل لكل محاولات التحريض على اختلاف أنواعها وأشكالها وبكل صورها وطرقها واتجاهاتها فلا جدوى من مجابهة ومقارعة من يستميت بالدفاع عن أمرٍ ما قد شرع فيه ولن تُغيرهُ تكالب المحن ولا حلول الفتن ولا إطباق الإحن بل ظل شامخًا كالطود الأشم قابضًا على دينه كالقابض على جمر وقد أنار له القرآن مدلهمات الظُلم

فالصبر على الابتلاء نعمة يثبت الله بها من يشاء والترفع عن مماراة السفهاء والصمت عن الحمقى والجهلاء شرفٌ ورفعةٌ وخدمة للعلم والعلماء لأن هؤلاء أبطنوا خُبث النوايا ولم يبحثوا عن الحق أصلًا بل أعمتهم الغيرة وأكل قلوبهم الحسد وتمكن من نفوسهم الشر فذلك هو الداء ولو صفوا سريرتهم وجردوا نفوسهم من هذه الأدران الباطنية لسهل عليهم العلاج ولتيسر لهم الدواء ولكنهم انتهجوا نهج عُمي القلوب وهم ليسوا بالعمي

إن الأعمى ليس أعمى البصر بل أعمى القلب والعقل ، الذي أعرض عن الحق واتخذ من الفتن مطايا وأشرعة ومن الفرقة شرايين وأوردة وتسربل بالخصام، ودعى لتفتيت هذه الأمة وبارك الخراب والدمار والانقسام، وكل فكر ينشره كاتب أو يبثه عالم أو ينشئهُ صاحب حركة أو مقاوم تعود تبعاته عليه فإن كان خيرًا فله أجره وإن كان شرًا فعليه وزره بل ووزر من يعمل به، والساحة ملأى بالكُتاب وحُبلى بالأدباء والمُفكرين كلٌ له نهجه ُوفكرهُ واتجاههُ ، تيارات تتعارض وتيارات تتوافق ، والسادة القراء هم الحكم والفيصل وبحسب الاقتناع والميل فقد يروق لبعض القراء كاتب معين بينما لا يروق لآخرين ، وقد يكتب الكُتاب في موضوع واحد ولكن تختلف نظرتهم لهذا الموضوع بحسب فكر الكاتب وتوجههُ ، واختلاف الكُتاب يعد نضجًا للقارىء الكريم فتتبين له الأمور ويؤيد كاتبًا بينما يختلف مع آخر ، وكل كاتب مردود قوله عليه وهو مسؤول عما كتب في المقام الأول والأمر مرهون بالرضا والقبول واقتناع الكاتب بما كتب ، وتختلف نوايا الكتابة كذلك بحسب الأمانة عند الكُُتاب والصدق والإخلاص وهذا الأمر مُسلم به فلا للأقلام المستأجرة ولا للذمم المشتراة.