السلطة الرابعة.. مكسورة الجناح

0
1701

نالت الصحافة بمختلف أنواعها شهرة كبيرة وسمعة عالمية حتى أطلق عليها السلطة الرابعة بعد السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية، وحافظت الصحافة على هذه المكانة والقيمة على مدى سنوات عديدة .

 ورغم تطور الوسائل الاتصالية والتكنولوجية ووسائل التواصل الاجتماعي الا ان الصحافة ما زالت تبرهن علو كعبها ومنافستها لجميع هذه الوسائل. وتعد الصحافة السلطة الرابعة في الدول التي تحترم قيمتها وتمنح لحرية التعبير مكانتها دون شروط أو خوف أو محاسبة أو رقابة ولا يعد لها اي سلطة في الدول العربية عموما حيث ان حراس البوابات ظلوا يكتمون أنفاسها حتى تقلصت الحريات الحقيقية رغم زعم الكثير من الحكومات أنها تتيح هذه الحرية ولكن هذه المزاعم حبر على ورق وليس لها في واقع الحال أرض تستند له سواء كلمات تردد للاستهلاك الإعلامي.

ومعنا في السلطنة ينطبق هذا الأمر بصورة جلية وواضحة فرغم اهتمام مولانا المعظم بالصحافة وهو الخبير بقيمتها ومكانتها لأنه تشربها وعايشها على حقيقتها عندما كان يتهيأ لقيادة الوطن الغالي في الدول المتقدمة وظل ينادي حفظه الله ورعاه بضرورة حرية الرأي والتعبير وعدم مصادرة الفكر إلا أن الجهات المعنية بمتابعة العمل الصحفي والاعلامي أبت إلا أن تقف موقف الصرامة في منح الصحافة والصحفيين هذا الحق الأصيل وبثت الرعب والخوف في اوساطهم من الدخول في كل ما يمس ويكشف أي حقيقة ، مبررة الحفاظ على مكتسبات الوطن وكأنهم هم وحدهم من يعيشوا في هذا الوطن، وان الصحفي والاعلامي من كوكب آخر ولا يتنفس ويعشق ويخاف على هذه الأرض الطيبة والحبيبة إلى قلوبهم .

وليعلم الجميع في الداخل والخارج ان اغلب الصحفيين العمانيين يعشقون عمان عشقا كبيرا أكثر من كل المتشدقين بالوطنية وعملوا خلال السنوات الماضية يد بيد مع السلطان على تنمية وتطوير السلطنة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تطور وتقدم، فمن غير المعقول منطقيا وفكريا واخلاقيا أن يسعوا إلى هدم ما ساهموا في بناءه وعملوا على تشيديه طوال 46 عاما

وما يقوم به الصحفيين من كشف بؤر الفساد ونشره لا يعد ابدا اسهاما في زعزعة أمن البلد أو السير بها إلى الهاوية وإنما هي ظاهرة صحية تعمل على تنظيف البلد من الفاسدين الذين ظنوا انهم خارج إطار المساءلة وعملوا خلال سنوات طويله على ود الكثير من النجاحات التي لو تحققت لكانت السلطنة الآن لا تعتمد على النفط ابدا ولا تقلق من تهاوي أسعاره وأقرب أمثله على ذلك التأخر في تطوير المؤاني خاصة ميناء صحار الذي يكاد يقضي على ميناء جبل علي لو تم انشائه منذ زمن طويل وفتح الاستثمار فيه بالصورة السهلة والبسيطة التي مطبقه في المؤاني العالمية.

وهذا مثال بسيط وهناك أمثلة كثيرة كبس عليها الفساد واخرها وآخر فيها مكانة السلطنة وسيظل الوضع على ما هو عليه اذا سكت الجميع خاصة الصحافة التي يعول عليها دور كبير في معالجة أسباب ونتائج الفساد على البلد فهي الناطقة بصوت المجتمع ونبضه واذا ما اخرست الصحافة والصحفيين فإن الفساد سيظل محلك سر ولن يتغير شيء فمن أمن العقوبة أساء الأدب.

أقولها وبصوت عالي اذا ما ظلت السلطة الرابعة مكسورة الجناح لن يتغير شيء ولن تعمل المؤسسات والمسؤولين بالصورة المطلوبة وستظل السلطنة تراوح مكانها لأن شلة من الفاسدين يجثمون على مقدراتها ومقدرات الوطن، لذا على الجهات المختصة أن تطلق جناح الصحافة وسترى كيف سينتفض الفاسدين وكيف سيتغير الوضع إلى الأفضل فالصحافة والصحفيين في السلطنة تشربوا جيدا الحكمة السلطانية والخوف على البلد والرقابة الذاتية لما يطرحون ويعلمون وبإمتياز حساسية المرحلة ولن يكون غيرهم أكثر حرصا على الوطن منهم، واذا ما تجاوزت وسيلة صحفية وإعلامية أو صحفي وإعلامي الحدود المسموحه فلهم أن يتحاكموا حسب قانون المطبوعات والنشر الجديد لا حسب القانون القديم الذي أكل عليه الدهر وشرب واننا كلنا امل في يوم مشرق لصاحبة الجلالة في السلطنة رغم الظلام الدامس .

ودمتم ودامت عمان بخير.

خالد بن علي الخوالدي