النقد والبناء والهدم

0
1795

نحن والعالم اجمع اليوم فى مرحله غير مسبوقه للبشريه من سرعة انتشار وتداول المعلومه والخبر بشتى وسائلها المقرؤه والمسموعه والمرئيه ، بكبسه من زر على اللاب توب او الهاتف الذكى يصبح ماكتبته لتوك متداول فى عشرات ومئات الجروبات فى البلد ، وبكل جروب اطياف واجناس شتى من البشر ولن نغالى اذا قلنا ان الانتشار سيكون اشبه مايكون بالنار فى الهشيم .

ببساطه سيصل ما تكتبه لكافة طبقات المجتمع بالذات اذا كان يتعلق بموضوع يهم او يعانى منه المجتمع وفى اطار راى عام وبالذات الطبقه الوسطى فى المجتمع فهى الغالبيه العظمى فى المجتمع وبالتالى كثافة تناقلها له
ستصل به لامحاله لكافة طبقات المجتمع من القاعده للقمه.
انا هنا اتحدث عن ظاهره برزت عندنا فى عمان وتزداد يوما بعد يوم وقد وجدت ضالتها بالذات فى الاوضاع الاقتصاديه الراهنه الرائده على احاديث المجتمع والمتمثله فى اسعار المحروقات وتوقف الترقيات ورسوم الخدمات الحكومه وازدياد عدد الباحثين عن عمل وهذه الاخيره اعتبرها شخصيا اولويه قصى عن ماتقدمها ، وقد كتبت مقالا عنها مع اقتراح الحلول واوردت اسبابى فى ذالك.
نعم ظاهرة الكتابه واقصد بالذات المقالات النقديه للاوضاع المجتمعيه الاقتصاديه والمعيشيه والحياتيه عموما ،

وهى ظاهره صحيه اذا كانت بناءه علم واطلاع وهادفه ومنها ا ماهو كذالك لدينا حتى لانظلم احد الا ان الاغلبيه للاسف قدتهدم اكثر مماتبنى.
مجتمعنا بما فيه حكومتنا وهى من تتولى ادارة وتسيير خططنا ومشاريعنا وسياساتنا الاقتصاديه ليس كله اخطاء كما تصوره لنا بعض هذه الكتابات فى الاونه الاخيره ويتناقلها عامتنا .
لا ابرى نفسى ولا ابرى احد كلنا خطاؤون وخير الخطاؤون التوابون ، لكن لايجب النظر الى النصف الفارغ من الكاس والا نظلم انفسنا قبل اى احد اخر.
تمر المجتمعات بهنات و ازمات وتاخذ دورتها ، وبالمعالجه والتصحيح تعود الامور الى نصابها بل وافضل من ذالك احيانا ، ودوام الحال من المحال .
اخى الكاتب لنحمد الله اولا على ظاهرة بروز العديد لدينا ممن يكتبون فهى ظاهره صحيه فى حد ذاتها ،الا انها بنفس الوقت قد تتحول الى ضرر بل ودمار احيانا وهذا مايجب ان نحذره وان نراعيه فيما نكتب لتحقيق قاعدة لاضرر ولاضرار، فالمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه.
قلنا لن نبرى انفسنا ولن نبرى احد وكلا بما كسبت يداه رهينه ، ولكن الشكر واجب علينا لمن نرى منه الاصلاح والصلاح .
اخى الكاتب لمن تتجه فى كتاباتك عن اى قضيه اومشكله فى المجتمع ؟
هل توجهها للمواطن البسيط او الطبقه الوسطى والتى قلنا انها الاغلبيه فى اى مجتمع ؟!. صحيح قد تكون هى الاكثر تضررا مما تكتب عنه ويلامسها بالتالى وتتلقفه بل وتعانى منه ، ولكن مالجدوى ، لن يزيدها ذالك الا احباط اكثر وشحن نفسى ونعرات كامنه ، وهى لاحول لها ولاقوه فى اصلاحه او تغييره.
اذن يفترض ان لاتكون هى الهدف وبالتالى ستكون طبقة من بيده القرار او من يدلى باراءه ودراساته للمشكله ويستعين ويستنير بارائهم من يصنع القرار وهم منا وفينا وبيننا وظهرانينا وقطاع واسع ومن بين ايديهم تخرج بدايات المعالجات للقرات حتى تظهرلحيز الوجود.
اذن هم مبتغاك ولكن ماذا سيستفيدون من كتاباتك اذا كانت عباره عن مجرد وصف للمشكله وتهويل لاضرارها . لاشى فانت كمن يفسر الماء بعد الجهد بالماء.
لايكفى ان ننتقد ونكيل اللوم على عواهنه واصبحنا احيانا ومن يتلقى عنا يتطاول ويجرح ويذم ، مما قد يعتبر معه فعلا مجرما قانونا .ليس هكذا تورد الابل، وليس هذا من شيمنا واخلاقنا، واتمنى ان لانجعل من ظواهر اقتصاديه عابره تنحى بنا عن قيمنا واخلاقنا وهى افضل مايمتلكه الفرد والجماعه (لقدبعثت لاتمم مكارم الاخلاق)
(انما الامم الاخلاق مابقيت…. )
اقل ماتؤدى اليه مثل هذه المقالات النقديه لمجرد النقد فقط والتى يغلب عليها الجانب الانفعالى اللحظى الغير معزز بالادله والبراهين هو شحن هذه الطبقه المتضرره من المشكله واثارة ضغينتها فهو واقرب للنفاق عنه الى النقد، وبالتالى انعكاسات ذالك على صانع القرار سلبا ولاتترك له الفرصه لاصلاح مايمكن اصلاحه ومتابعة الاحداث الاقتصاديه والتغييرات السريعه التى يمر بها العالم تحت هذا الكم الهائل من الضغوط من المجتمع التى تربك صاحب القرار دون ان تقدم له اى حلول تعينه على حل المشكله.
تجمعنا دوله بكل مقوماتها هى سلطنة عمان وكل مافيها وماعليها ملكنا جميعا واجيالنا من بعدنا.
كلنا ركاب قارب واحد فى النهايه، اى خرقا يحدث له يغرق بالكل ولن ينتقى البحر منا احد دون الاخر ، والاهم من ذالك ويجب ان يعيه كلا منا ، ان الامواج حوالينا متلاطمه ، وكفانا بهذه لوحدها عضة ويقضه.
اذن منطق الامور ان يكون هدفك هو من بيدهم التغيير جميعا على مختلف مواقعهم وقد اسلفنا بما ان موضوعك اكثر مايهم هم الطبقه الوسطى المتضرره وبالتالى تطمن سيصل صوتك لمن بيده القرار لاشك .
اذا اتفقنا على ذالك ، يتبادر الى الذهن السؤال التالى ،ماذا سيفيد صاحب القرار من وصفك للحاله مهما ابدعت فى اسلوب الوصف للمشكله وتداعياتها ومهما هولت
من اضراها اذا لم يكن لديك العلم والمعرفه بجوانب بجوانبها، والقدره على الاجتهاد والبحث عن استنباط الحلول والمعالجه . اعتقد الجواب المنطقى ،ان تمتنع عن الكتابه فيها وهذا خيرا لك واشرف بدل ان تهدم وانت معتقد انك تبنى ، رحم الله من عرف حق قدره .
واذا لديك القدره فتوكل على الله ولدينا كثير من الشباب والحمد لله فى تخصصات مختلفه يمكنهم اثراء هذا الجانب ويستفاد منهم فى مختلف التخصصات.
يجب ان يعطى للكتابه فى مثل هذه المواضيع المتعلقه بمقدرات المجتمع وصميم شؤون حياته ومعاشه حق قدرها فهو علم له اصول من حيث اعطاء المشكله القدر اللازم من الدراسه بابعادها وتفاصيلها تاصيلا وتحليلا حتى الوصول الى الحل او الحلول المثلى لها ، لايهم بعد ذللك اصبت فى الحل ام خطاءت، سياتى من يكمل خطاك فقد اسست ومن يصحح ويضيف وثق ان كل نتيجه بناءه سيؤخذ بها وسيفيد المسؤل وصاحب القرارمنها عاجلا ام اجلا فيما يسعى اليه ، ولتكن على هدى من الحديث الشريف (من اجتهد واصاب فله اجران ، اجر الاجتها واجر الصواب ومن اخطا، فله اجر الاجتهاد ،) وهذا هو مربط الفرس يكون لنا قدر من العلم والالمام بالشى ونجتهد فيه اما غير ذالك فهو كمن يهرف بمالايعرف ، فقل خيرا او اصمت .
ان كثرة النقد لذات النقد فقط يؤدى فى النهايه الى جلد للذات لاغير ولاحياة ترتجى ممن ديدنه جلد ذاته ، وقى الله شبابنا ومجتمعنا من ذالك.
(ان تضى شمعه خيرا من ان تلعن الظلام الف مره)،
( لو قامت الساعه وبيد احدكم فسيله فليغرسها)
دمتم على اجتهاد وعمل.
خالد بن سعد الشنفرى المحامى