السيستم عطلان .. وموضوعك عند فلان !!

0
3166

وأنا أتابع موضوعي في إحدى الدوائر الحكوميةِ استوقفتني عبارةٌ قالها موظفٌ لمراجعٍ كان بجانبي: ( موضوعك عند فلان وهو طالع إجازة !!) فكان ردُّ المراجعِ له على الفور وبنبرةٍ يشوبها نوعُ من الاستياءِ والتذمّر( طيب إذا هذا الموظف صارله ظرف وطوّل في الإجازة يعني يتعطل موضوعي ؟! )، وكأنّ لسانَ حاله يقول هل أخذ هذا الموظفُ ملفي معه إلى البيت ويجب عليّ انتظارُ عودتِه للعمل!!

وبعيداً عن حالات فقدان الملف وعلى غرار العبارةِ المشهورةِ ( السيستم عطلان ) تأتي عبارةُ موضوعك عند فلان كأحد الردود التي باتت تُسمَع من قِبل المراجعين وهي تعني ببساطة لا يمكن إنهاءُ معاملتِك اليوم وراجعنا مرة أخرى، بعد أن يكونَ المراجعُ قد عانى من مشوارِ الطريق ومهمةِ البحث عن موقفٍ لسيارتِه وانتظارِ دورِه بين المراجعين ..

وبلا شك فإن الموضوعَ لا يرقى حالياً لمستوى التعميم فلا أحدَ ينكر الإنجازاتِ التي تحققت والجهودَ التي بُذلت ولا زالت تُبذل في أغلب الجهات المعنيةِ بتقديم الخدماتِ للمراجعين سواءً المواطنين منهم أو المقيمين، إضافةً إلى ما تم توفيره من خدماتٍ الكترونيةٍ سهلت وسرّعت نسبةَ الإنجاز ولكن يبقى للعنصرِ البشري الدورُ الأكبرُ في بلورةِ وترجمةِ تلك الجهود لتكون مُعِينةً وليست مُعيقةً لإنجاز المعاملاتِ بسهولةٍ ويسر.

وهذا الأمرُ يتطلبُ من القائمين على تلك الإدارات المسارعةَ في وضع خططٍ بديلةِ جاهزةٍ للتعامل مع مثل تلك الحالات، إذ لا يُقبل – إدارياً ولا منطقيّاً – ربطُ الموضوع بالموظف إلا في حالاتٍ نادرةٍ جداً تتطلب متابعةً مستمرةً من الاختصاصيين.

وكما أن التقانةَ وُضِعَت لتسهيل الأمور وتسريعِها فمن الخطأ الاعتمادُ عليها بشكلٍ كليّ لتتحولَ إلى عائقٍ في حال تعطُّلها، والإدارةُ الذكيةُ هي التي تضع في الحسبان الخططَ البديلةَ المناسبةَ التي تضمن استمراريةَ العملِ وإنجاز معاملات المراجعين.

إنّ نجاحَ أي منظومةِ عملٍ يتطلب الاستثمارَ الأمثلَ للمواردِ والإمكانياتِ المتاحةِ بدايةً من كفاءةِ العنصرِ البشريِّ وانتهاءً بالتقنيات والوسائل المخصصةِ لذلك، بما يضمن أقصى استفادةٍ للإيجابيات وتفادي السلبيات، وبخلافِ ذلك يُخشى من تزايدِ عددِ المعاملاتِ المنجزةِ تحت الطاولة ومن استمراريةِ السؤالِ الشائعِ لمن أراد إنجازَ معاملتِه ( تعرفوا حد يداوم في …؟!)، لأن معرفتَه تلك قد توفر له الكثيرَ من الجهدِ والوقتِ حيث أن عبارةَ “جاي من طرف فلان” قد تكون كفيلةً أحياناً بتجاوز مشكلة “السيستم عطلان” أو “ ملفك عند فلان “!!

أبو وسام الراشدي