العفو عند المقدره

0
1495

 تختلف أطباع البشر من طبع إلى آخر كما تختلف عاداتهم ويحتاج كل واحد إلى الأخر لتكتمل حلقة المعيشة اليومية ، فطرةً فطر الله الناس عليها وله سبحانه في خلقه شوؤن وحكمة .

 ولا شك أن الحياة لاتخلو من المواقف فمنها ماهو طريف ومنها ماهو مؤثر ويختلف تعامل البشر مع هذه المواقف فمنهم من يحسن التعامل منذ الوهلة الأولى ومنهم من لا يحرك ساكناً وربما قد يفتقد المرء في تلك المواقف إلى ما يسمى بسرعة البديهه ،واختلاف ردود الافعال لدى البشر متفاوته كلٌ بطبعه وسجيته وطريقة تفكيره وسرعة تجاوبه

وقد سمعت قصةً من شيخي سعيد بن حمد بن سليمان الحارثي رحمه الله أثناء مجالستي له وترددي عليه لإكثر من عشرةِ أعوام حيث أخبرني قصةً عن شيخ في قبيلته وزعيم في قومه أوتي له بإبن أخيه موثقاً بالحبال وطرحوه أمامه فقال لهم:ما باله حلوا وثاقه قالوا له: هذا إبن أخيك قتل إبنك، ماذا تتوقعون كانت هي ردة فعل هذا الشيخ وليضع كل واحد نفسه مكان هذا الشيخ حتماً ستتغير كيفية التعامل مع هذا الموقف فلربما يقول احدكم لابد لنا من قتله ويقول آخر ينظر في سبب القتل هل كان خطأً ام عمداً وبعد ذلك نقرر وهكذا كلٌ يدلو بدلوه.

اسمعوا ردة فعل هذا الشيخ قال لهم حلوا وثاقه يدٌ قطعت أفنقطعهما معاً إنه العفو والتسامح والحكمة والفطنة

وكما يقال أن العفو عند المقدره حيث أن القتل كان خطأً فقد خرجا للصيد معاً هذه القصه مثالاً لحسن التصرف ورباطة الجأش وسعة صدر هذا الشيخ حيث شبه إبنه بيدٍ وشبه إبن أخيه باليد الاخرى في الجسد الواحد وليتنا جميعاً كأمة مسلمة واحده نكون كذلك حتى يتوقف أعداء هذه الأمه من النيل منها ونكون أخوة كأسرةٍ واحده تحت عدل الاسلام وسماحته فقد انهكتنا الحروب وادلهمت بنا الخطوب .

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي