كأس الأمم الأفريقية والشعوذة

0
506

تميل النفس البشرية إلى حب المنافسة في كل شئ، ولعبة كرة القدم تحقق لجمهورها هذا الشعور سواء من خلال تشجيع نادي معين أو من خلال الإنتماء لمنتخب البلد وعشاق كرة القدم يدركون هذا الأمر جيدا من خلال تلهفهم وترقبهم لمختلف المنافسات المحلية والدولية.

وقد اقتربت بطولة الأمم الافريقية التي تجري أحداثها في الكاميرون من خط النهاية من خلال اللقاء الذي يجمع منتخب مصر والسنغال هذه الليلة؛ ولكن الأمر اللافت للنظر والذي يتكرر في البطولات الأفريقية موضوع السحر والشعوذة، فما يزال بعض المشجعين الافارقة  المتعصبين يؤمنون بمقدرة التمائم أو ( الحروز) في منح الفوز لفرقهم، ومنع الفريق المنافس من تسجيل الاهداف .

وعلى الرغم من أن الكثير من لاعبي المنتخبات الافريقية  يلعبون محترفين في الاندية  الاوروبية  لكن ما يزال تأثير القارة السمراء هو المسيطر على عقلية بعض اللاعبين حتى لو حاول بعضهم رفض إرتداء التميمة على المستوى الفردي لكنه لايستطيع أن يمنع الساحر من نشر خزعبلاته لحماية الفريق من الهزيمة

 فالسحر عند الافارقة  يشبه دواء الوهم يحتاجونه لتوهم النصر، ويبرهنوا على أن السحر والشعوذة يحتاج إلى بيئة خصبة من الجهل والفقر.

وعلى الرغم من موهبة اللاعب الأفريقي وتميزه في كبرىالدوريات الاوروبية  بل ان البعض حصد جائزة أحسن لاعب في العالم مثل الليبيري جورج وياهلكن ما زال المشجع الأفريقي المتعصب يعتقد بالسحر والشعوذة.

وعلى الرغم من المشاركات العديدة للمنتخبات الأفريقية في كأس العالم لكن أغلب المنتخبات تخرج من الدور الاول ولم تنفع التمائم التي يصنعها الافارقة من دخول الاهداف في مرماهم،

فالحقيقة تترك أثر ملموس وتبنى على الواقع والصدق ويتم البرهنة عليها بالعقل والمنطق وأي زعم بخلاف ذلك فهو وهم وأن حدثك أعقل الناس وأكثرهم إطلاعا.

ويعتقد المؤمنين بمقدرة السحرة والمشعوذين بأنهم يمتلكون مقدرة خاصة للتواصل مع العوالم اللامرئية أو الجن وأنهم يمتلكون قدرات خارقة للطبيعة، ولكن حينما نبحث على أرض الواقع لايمكننا الحصول على إنسان بهذه المواصفات.

والسؤال الأهم وبعيدا عن منافسة كرة القدم

يعتقد الساحر إنه يملك قدرات خارقة فلماذا لايخدم بها بلده ومجتمعه ولماذا عجز كل هؤلاء السحرة من انتشال القارة السمراء من براثن  الجوع والفقر والتخلف..؟!

وفي نهاية المطاف صادق الأمنيات بأن يحقق منخب مصر هذه الليلة البطولة الأفريقية للمرة الثامنة في تاريخ مشاركاته.

                                                       بقلم / سعيد بن سالم الوهيبي