هل صيانة حُفر الشوارع بحاجة فعلًا لمخاطبة الجهات؟

0
94

 

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

لكل دولة من دول العالم قوانينها وأساليبها في التعامل مع أي قضية تمس أي شأنٍ من شؤون دولتها ، وصيانة المرافق العامة والطرق وكل ما من شأنه الرقي بأحوال البلاد

وهذا يخدم المواطن في المقام الأول والدولة من حيث السياحة والحفاظ على رونقها الجميل، كيف وهو بلد سياحي عريق له تاريخ موغل في القدم وتراث أصيل متوارث منذ الأزل؟

ومما يثير الدهشة والتساؤل لديّ الآن ما أرى عليه بعض المرافق والطرق التي تطول مدة مكثها على نفس الحال دون أي صيانة أو معالجة سريعة تضمن سلامة كل من يرتاد هذه الطرق ويستخدم هذه المرافق العامة، وقد يتضرر المواطن كثيرًا وتكثر الشكاوى من جراء انتشار حُفر الشوارع هنا وهناك مسببة بلبلة للمارة ومشاكل لا حصر لها للعابرين

وأذكر منذ عقدين من الزمان تقريبًا زرت كيرلا الجميلة إحدى مناطق الهند الساحرة، وعند عودتي من هناك، سُئلتُ كيف هي كيرلا قلتُ جميلة جدًا لولا حُفر الشوارع، وكنتُ أفخر بشوارع وطني عُمان وأحمدُ الله على هذا الوطن ولا زلت

ولكن لم أتصور بأي حال من الأحوال أن تؤول الأمور إلى ما آلت إليه الآن لنحتاج كل هذا الوقت لترميم وصيانة حفر الشوارع، فلماذا نترك الأمر حتى يتفاقم؟ فيتضرر كل من يقصد هذه الطرق وتتعطل مركباتهم لوقوعها في هذه الحفر فتنفجر الإطارات وتتدهور المركبات، وربما تفادى أحدهم هذه الحفر وتسبب بحادث مروري له ولغيره

وأنا هنا أحبتي القراء أعرض عليكم هذا السؤال من باب المناقشة هل صيانة حفر الشوارع بحاجة فعلًا لمخاطبة الجهات؟ وهل تخطيط الشوارع وطلاء كاسرات السرعة أيضًا بحاجة لذلك؟ أم أنه من صميم عمل جهة معينة وعليها متابعته وتنفيذه؟ والحديث هنا بشكل عام عن كل الشوارع القديمة وفي أي مكانٍ من ربوع وطننا الحبيب

وأقول في نفسي ما هو دور التفتيش والمتابعة أم أنه يقتصر على تفتيش المباني الحديثة فقط ونوعية الطلاء المسموح به لطلاء المباني، والتركيز على التخلص من مخلفات البناء وغيرها وحينما يتعلق الأمر بالشوارع لا سيما الحديثة فيكون الرد من قِبل الجهة المعنية بأن هذا الشارع ليس تحت مسؤوليتنا!!! إذًا تحت مسؤولية من؟

الأمر الآخر أمر البلاغات عن طلاء كاسرات السرعه على سبيل المثال. دائما يُطلب من المبلغ أثناء البلاغ بل لكل بلاغ يبلغ عنه المتصل أن يذكر أقرب رقم منزل أو سكة، وإذا كانت كل المنطقة بحاجة لذلك؟ هل يعقل أن أذكر كل أرقام منازل تلك المنطقة وكل أرقام السكك الموجودة بها

وأذكر أني بلغت الجهة المسؤولة عن طلاء كاسرات السرعة وأتاني الرد بعد ٤ أشهر من البلاغ فهل نحن بحاجة لكل هذا الوقت؟ وحينما تواصلوا معي ذكروا لي بأن المكالمة مسجلة أو ستسجل لديهم، حتى أنني نسيت البلاغ الذي قدمته من طول المدة؟ انتهزت الفرصة حينها وطرحت عليهم الفكرة وأخبرتهم بأن كل المنطقة بحاجة لهذه الخدمة

كما ذكرت لهم بأن هذا من صميم العمل فلماذا التأخير في المعالجة؟ وانتظار البلاغ؟ بل لماذا كل هذا الانتظار بعد البلاغ؟! قالوا لي وصلت فكرتك
فقاموا بالمعالجة مشكورين مأجورين خلال يومين فقط

وهنا أقول لماذا لا يقوم فريق من هذه الجهة بعمل جولة كل يوم في منطقة على نطاق هذه الولاية وتصوير هذه الحفر ومعرفة أماكنها ثم إرسال فريق آخر بالمعالجة الفورية كما هو الحال في كثير من الدول

بل إن بعض الدول تمر جهاتهم المعنية بترميم الطرق بشكل دوري ومنظم ومعهم الأدوات اللازمة لترميم الطرق ومعالجة الحفر بشكل فوري وسريع، ما الذي ينقصنا عنهم ولماذا نترك الأمور لأكثر من جهة ونحن في عصر التقدم والسرعة؟!