الطفل ريان هز مشاعر العالم وحرك الوجدان

0
704

بقلم/ ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

تفاعل الآلاف من البشر مع قضية الطفل ريان، فالكل يتابع ويدعو ويتضرع، ومحاولات الإنقاذ مستمرة،
وقلوب أهله وأحبته تترقب على أحر من الجمر خبر الإنقاذ، بل وقلوب العالم أجمع تنتظر هذا الخبر الذي يأتي ببارقة الأمل ورمق الحياة

فبعد تلك الجهود المضنية، والمحاولات المستمرة، وطول المدة، وتوفير كل ما من شأنه إبقاء هذا الطفل على قيد الحياة، من طعام وشراب وهواء (اصطناعي) للتنفس في تلك الحفرة، إلا أن إرادة الله العزيز الحكيم فوق كل إرادة وله في ذلك حكمة بالغة

فالطفلُ ريان أراد البشر أن ينقذوه من حفرة في الحياة الدنيا، ولكن الله تعالى أراد له الخلود في الجنان، ابتسامتك لا تنسى يا ريان

ووجه أمك المتعب وحرص والدك على أنقاذك وقد تمنى كل واحدٍ منهما أن يكون مكانك، تلك هي مشاعر الحنان، والفطرة التي فطرهما الله عليها بل وود العالمين جميعهم أن يفتدوك بالأرواح والأبدان

ولكنها الأقدار يا ريان، ومشيئة الرحمٰن، ونحن نجزمُ تمام الجزم أنك عند الله في أعلى مقام وأعظم مكان، فالخالق أرأف بخلقه من غيره حتى من الأهل والخلان

ولا نملك إلا الدعاء لوالديك وحسن العزاء، وللشعب المغربي الشقيق كافة، أن يصبرهم جميعًا على فراقك وأن يلهمهم الصبر والسلوان على فقدك

والشكر كل الشكر لمن بذل الجهود وسعى جاهدًا لمحاولة الإنقاذ، وكل من تابع بإخلاص وتضرع بالدعاء،

ونعلم بأنها كانت لحظات عصيبة على العالم أجمع، ولكن ما أجملها من ملحمة حب وإنسانية وتكاتف للشعوب وتضامن للأرواح والقلوب

والعزاء أيضًا لكل من فقد طفلًا كفقد الطفل ريان على مدى الأعوام والأزمان في كل الأقطار وسائر البلدان، وكذا في وطننا الغالي عُمان

ختامًا أقول لك :
وداعًا يا ريان وملتقانا بإذن الله في أعالي الجنان، حيث الخلود والنعيم ورضا الرحمٰن.