سيرة و مناقب شيخ الشعبية

0
3042

بسم الله و الرحمن الرحيم

يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي). سورة الفجر ،
الآية ٢٧.
و على خطى شيخنا الدكتور إبراهيم بن حسن بن الملا سليمان البلوشي وفقه الله:- الذي كان يحرص على كتابة سير الرجال و يخط بقلمه بعد رحليهم و يوثق ذكرهم و مناقبهم، لمن كانوا لهم إسهامات إسلامية، وعلمية، إجتماعية نافعة في حياتهم ولا يزكي على الله أحد.

على نفس النهج يخط قلمي عن أحد هؤلاء الرجال ممن تركوا بصمات العطاء، المحبة و الاحترام في قلوب الكثيرين.
فلقد إنضم يوم الجمعة الماضي الشيخ عيسى البلوشي الى تلك القافلة المحمودة التى تركت الدنيا وقد كسى الظلام خبر وفاته على أهله و أحبابه، و نسأل الله لهم الصبر و السلوان، و أن يرحم فقيدنا برحمته الواسعة.

هو الشيخ عيسى بن جمعة علي بن دلشاد البلوشي، شيخ منطقة مساكن الاجتماعية بالخوض ولد في ولاية مطرح بمحافظة مسقط سنة ١٩٤٥ ميلادي، و دفن بعد صلاة المغرب في مقبرة الخوض الاهلية بولاية السيب يوم الجمعة الموافق ١٦ من جمادي الاخر ١٤٤٢هجري – ٢٩ يناير ٢٠٢١ ميلادي.

كانت نشأته في ولاية مطرح (جبروه) وفي بداية الثمانينات إرتأت الحكومة على التوزيع الديموغرافي السكاني لبعض مناطق المحافظة و التى شملت جزء من تلك المنطقة التى كان الشيخ يقطنها، فأنتقل عليه رحمة الله مع مجموعة من أهله و جماعته من ولاية مطرح الى ولاية السيب تحديداً الى منطقة الخوض الشعبية.

هو من أوائل الذين كانوا يقطنون تلك المنطقة، التى كانت بحاجة الى الكثير من العمل مع الحكومة لتهيئة مناخ جيد و التأقلم مع المنطقة. نظراً لعدم وجود المرافق الرئيسية التى تخدم قاطنيها.

فعمل جاهداً لمجابهة توفير سبل المعيشية في المنطقة ، فكان له دور بارز في مطالبة بتوفير المرافق و منح اراضي مخصصة للمسجد و المقبرة. فشكل ثنائياً مع أخيه الحاج علي بن حسن الرئيسي أبو حسين عليه رحمة الله، و الذى قام بدوره ببناء المسجد المعروف الان بجامع ابي حنيفة النعمان، نسأل الله أن يتقبل منهم و أن يجزيهم خير الجزاء.

يعتبر الشيخ عيسى من أبرز رموز المنطقة و الولاية وكانت له مساهمات في حل قضايا إجتماعية و فض النزعات الاسرية لجماعته، و كان ممن يستشار في مسائل عدة. كانت حياته تنطوي بأعمال الخير كغسل الاموات، توفير الاكفان و الاشراف على المسجد و المقبرة للمنطقة.

كان عليه رحمة الله سهل الوصول و بابه مفتوح للجميع، حتى لأولئك الذين من خارج منطقته، ليكن الضامن و المصدق على الأوراق الثبوتية ليتقدم من اجلها المواطن امام الجهات الرسمية.

ولا شك أن توحيد الصف و لم الشمل يحصل به فوائد كثيرة و هذا مما كان يحرص عليه، رغبة في انتشار المحبة والمودة والمعاملة الحسنة بين الأهل، الجيران و الجماعة مما يحقق الترابط الاجتماعي.

كان ناصحاً، أباً، أخاً و ينزل الناس منازلهم و يستمع للجميع. مشاركاته المجتمعية كثيرة ، حيث أنه كان يلبي الدعوات و يحضر المناسبات، يتجلى فيه الأخلاق، التواضع، الاحترام و إبتسامة الود عند اللقاء، وعدم إقصاء الآخرين، مما أكسبه هذه المحبة.

فأرفع لنفسك بعد موتك ذكرها، فالذكرى للإنسان عمرٌ ثاني.

هذا و أسأل الله المولى القدير أن يرحمه و يغفر له و يسكنه فسيح جناته، و أن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء.

إن أحسنت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان.

كتبه: خالد بن عبدالله الميمني