رسالة إلى الوطن

0
1929

محمد بن علي الوهيبي

إليك أيها الوطن يا كل سماواتنا وأحلامنا العراض أكتب هذه الكلمات وكل السعادات والأمنيات الطيبة أرجوها لك ولأبنائك يا وطني يا كل الضياء والبهاء.

منك أيها الوطن المُرصع بالجمال تعلمنا الرسوخ كالنخيل الباسقات ومنك تعلمنا الصدق والوضوح.

علمتنا أيها الوطن كيف نتسامى على الجراح وأن لانبالي بالخيبات والانكسارات المتلاحقة .

نحن الذين لا نُحب سواك أيها الوطن الجميل فنحن من هذه الأرض، ونحن الذين امتلأت عقولنا وأرواحنا بك، نراك يا وطن في كل غيمة ويمامة ونراك في كل بزوغ شمس وقمر، ونراك في فضاءاتك الفسيحة

نحلق كنسور ونعود بلهفة إلى ياسمين أرضك التي نعشق.

يا عُمان أنتِ الحلم واليقظة وأنتِ الأمل والخير.

يا وطن أنتَ النَفَس والروح و القلب وأنت الرؤى والأحلام والتجارب وأنت الأرض وأنت الهواء وكل النسمات.

يا وطن نحن مصابيحك إذا أشتدت الظلمة ونحن سيوفك وحِرابك ودروعك وقلاعك وحصونك الحصينة إذا بغى وجار العِدى، ونحن جِبالك العتيدة.

عند بابك أيها الوطن تنزاح همومنا وإذا غادرته أقدامنا تظل قلوبنا معلقة فيك ياوطن
نحن الذين جئنا من مائك وترابك ومدى الدهر سيبقى اسمك وشما في عروقنا.

مرت علينا دهور فيكَ يا وطن حين كنت قاحلاً لا مطر ولازرع ولاضرع وحينما صارت أرضُكَ مطيرة وخضراء أقبل إليك من أقبل لينهل معنا ويشاركنا في خيرك العميم وقلنا الرزق مقسوم وسعينا بكل جد وتشبثنا بك وأحببناك أكثر
وعن عشق الوطن لشبابه ومعقد آماله وزهوره اليانعة التي تتفتح في بساتينه قال أمير الشعراء أحمد شوقي :

“وَطَنٌ يَرُفُّ هَوىً إِلى شُبّانِهِ كَالرَوضِ رِفَّتُهُ عَلى رَيحانِهِ هُم نَظمُ حِليَتِهِ وَجَوهَرُ عِقدِهِ وَالعِقدُ قيمَتُهُ يَتيمُ جُمانِهِ يَرجو الرَبيعَ بِهِم وَيَأمَلُ دَولَةً مِن حُسنِهِ وَمِنِ اِعتِدالِ زَمانِهِ مَن غابَ مِنهُم لَم يَغِب عَن سَمعِهِ وَضَميرِهِ وَفُؤادِهِ”

وفيكَ يا وطني لن تضمأ جنائن ورودنا وستورق وستزهر أكثر لأنك الندى والظلال.

ستبقى أجمل الأقدار وأعظم حكايات العُمر ياوطني.