٢٣ يوليو

0
1692

✍ وداد الإسطنبولي

٢٣ يوليو، قصة جميلة وذكريات تذكرنا بطفولة ممزوجة برحيق الفرح ، مخلدة في رأس الكبير والصغير منا وحصاد منجزات عام من أعوامنا الخمسون الماضيه وتحقيق المعجزات.

تعود اليوم بصوت مازالت سلم حروفه الموسيقية ترن على مسامعنا، وتلهج به ألسنتنا، عند سماع” صوت للنهضة نادى”،
الا ان فارسها المترجل على جواده الأبيض ليس بيننا، عاد يوليو وغاب صاحبه عنا ، تاركا وراءه أعظم ذكرى مخلدة مازالت في الحناجر تختنق عبراتها وفي العيون تحرق بملح ذرفها ألما لفقده.
وجوده بيننا في هذا اليوم كان له شعور آخر يحمله القلب، ولسنا مع الله على اعتراض، فدوام الحال من المحال، ولكن الزوايا تحمل صورته في كل جوانبها، وجولاته الميمونة تذكرنا بركضنا السريع حول موكبه، ونلتقط من بين الزحام ضحكته الناصعة، ومبسمه الرقيق، ويده التي ترتفع بالسلام ، وهو السلام لعمان.

ذكراك يا أبي- طيب الله ثراك – لا زالت خالدة كخلود أفعالك العظيمة، وقلوبنا لا تنبض الا ألم فقدك وفراقك عند كل ذكرى قادمة.
واليوم سنشم عبقك مع من اخترته لعمان سلطانا عليها ومن استأمنته عمان وأبناؤها بعدك، ليكمل المسيرة المتجددة جلاله السلطان هيثم حفظه الله ورعاه.
ليس بأيدينا الا الدعاء والتضرع لله لتنعم بالخلد يا أبي قابوس – رحمك الله – قائلة لك وانا على يقين بأن روحك تسمعني :
قابوس أتسمعني:
إني أتنفس وجودك في خافقي..
ياغلا عمان ويا طلة مهجتي..
قابوس أنت شعري وحروفي حلة، تجري كجري الدماء في عروقي..
عشق عمان لك وحدك عالم..
تنزف السطور عن تقصير حروفي..
عمان حقيقة.. وأنت يا مولاي حقيقة عمان.. يانبض ينتفض من جانبيا يدغدغ الاحلام..
همسات قصائدي تحتوي كل السطور.. فأنا ابنتك يامولاي. وأنت يا قابوس أبي..
فعمان أهل بك فمن لعمان! وأهلها فأنت وصل في لهفة دخل كل منزل خافقي..
لك في غيبتك طلة يهجس بها غيابك تجعلنا نؤمن بقدومك وظهورك علينا..
ففقد وجودك عنا نحسبه من سبع العجائب..
يا أعجوبة عمان.. وعمان أعجوبتك..