أنسانية الوظيفة

0
958

مشهد في أحد مستشفياتنا ثلاث سيارات إسعاف تقف متعاقبة مر على وقوفها نصف ساعة وبداخلها مرضى تم إسعافهم، وبعضهم في حالة حرجة .

 وأهل المرضى في حوار حار مع سائقي اﻹسعاف وبعض موظفي المستشفى بسبب رفضهم المساعدة في إنزال المرضى رغم إقرارهم بأنهم يملكون المعرفة والقدرة على إنزالهم..

عندما تحريت عن سبب هذا الفعل الذي يكاد يخلو من أي ذرة من الرحمة واﻹنسانية جائني الرد كالصاعقة (نحن لا نساعد في إنزال المرضى ﻷن الوزارة عينت عامل لذلك ورفضوا إعطائنا علاوة بدل إنزال المرضى والعامل غير موجود اﻵن لظرف) .

مثل هذا المشهد الواقعي يبين لنا أن هناك خلل حقيقي يدور في كيفية تجريد بعض الموظفين وظيفتهم من أي معنى إنساني ..

الموظف قبل أن يكون كذلك فهو إنسان ووظيفته نتيجة لصفته اﻹنسانية فلا يمكن أن تجد هذا النظام القائم على اﻷخذ والعطاء إلا عند اﻹنسان ..

فإذا جردت الوظيفة من معناها اﻹنساني وفرغت من محتوى الرحمة سيتحول صاحبها في كثير من اﻷحيان إلى وحش وستكون هناك عواقب مدمره لسلوكه ربما تودي بحياة الناس ومعاشهم وأمنهم ..

كم من بيوت شرد أهلها ﻷن هناك موظف في جهة معينة خلق عقبات لا معنى لها لمعاملة تخص أحد المشاريع لأصحاب هذي البيوت اﻵمنة والتي هي مصدر رزقهم الوحيد..

وكم من أصحاب أعمال تجارية دخل أصحابها السجن وترتبت عليهم غرامات كبيرة بسبب تأخير بعض المعاملات القانونية والمالية لهم في دوائر أحد المؤسسات الحكومية بسبب أن الموظف أو المدير خارج في إجازة وقد عطل أعمال الناس بسبب أنانيته واختزال وظيفته ومعاملات الناس في ذاته ..

العمل والوظيفة هي صفة للانسان وما وصل إليه البشر من تطوير للنظام الوظيفي إنما ذلك ليحقق كرامتهم اﻹنسانية وعندما يمار اﻹنسان وظيفته لابد عليه أن يكون على درجة عالية من الشعور باﻹنسانية ولا إنسانية بدون معاني الرحمة في تأديتها فمن كانت له فسحة في التيسير للناس ومساعدتهم وتعجيل معاملاتهم فليفعل ليكون إنسانا قبل كل شيء وليبتغي اﻷجر والمثوبة من الله تعالى فالمال زائل والخير باق إلى يوم الدين ..

بقلم / محمد بن حمد الوهيبي