إن تاريخ عمان المشرق لابد أن يغرس في نفوس الأجيال ولابد أن يدرس للنشأ كون هذا التاريخ حافلاً بالمحامد ولا ريب أن فيه من الشرف العظيم مايستحق الفخر كي يتأسى به النشأ ويكونوا خير خلف لخير سلف.
وإن من رجال الفكر والأدب والعلم والفقه في عمان من لم تطلع عليهم هذه الأجيال وكم من الأفذاذ من المتقدمين والمتأخرين إنطوى ذكرهم وقد تركوا لنا آثاراً وتصانيف وعلوماً وتآليف أحق أن تكتب بمداد الذهب وأتت تسمية مقالي هذا تعريفا بكتابٍ تعب مؤلفه عليه رحمه الله وقد أسميته بالرونق العذب المستخلص من اللؤلؤ الرطب في إبراز مستودعات القلب للشيخ العلامه المؤرخ الفقيه سعيد بن حمد بن سليمان الحارثي رحمه الله متحدثاً عن جماليات هذا السفر الجليل والتصنيف الجميل .
إذ أن هذا المقال بمثابة الغلاف لهذا الكتاب حيث لا يبلغ كنهه مثلي ولا يمكن إستخلاصه في هذا المقال بل لا أستطيع أن أزج بنفسي في بحر هذا الكتاب وأنا لا أحسن العوم ولكن إتباعاً لخطى شيخي الجليل وتأسياً به ووفاءً بحقه وجدت الكلمات تسبقني قبل الكتابه وسأحوم حوله بإذن الله وتوفيقه طائفاً ببعض درره ونفائسه سائلاً الله عز وجل أن يفتح لي من فيوضه وهباته .
أن أرى هذا السفر معروضاً في معرض الكتاب القادم بإذن الله فقد طبع في ثوبٍ قشيب وحلةٍ جديده كما أنه حوى أربعة كتب جمعت فيه وهو من ترتيب وتحليل الأخ الشيخ سالم بن سعيد البوسعيدي مشكوراً مأجورا ، إن مايحويه هذا السفر ليس إلا جانباً من التاريخ العماني الإجتماعي ولا يخفى على القاريء الكريم أيضاً الملامح التاريخيه التي عاصرها شيخنا الجليل وماقبل ذلك وارتباطها بالحياة العلميه والفكريه والثقافيه ناهيك عن الحضارة العمانيه التي يجب أن تبرز من خلال هذا السفر والتعريف بالشخصيات المؤثره في عصر الشيخ بما لهذا السفر من أسلوبٍ شيق وعرض ممتع
وقد سمعت منه بنفسي بعض الأخبار والمرويات والقصص المعبره والمؤثره التي لها أيما وقعٍ في النفوس كما هو الحال فيما سبقه من المؤلفات كتحفة الأعيان بسيرة أهل عمان للإمام نور الدين السالمي رحمه الله فقد سار شيخنا الجليل على خطى الإمام السالمي رحمهما الله جميعاً منتهجاً نهجه لما لهذا التاريخ من أهميةٍ كبرى وخشية أن تهمل هذه الأحداث وتنسى جعل الله جميع ذلك في ميزان حسنات الشيخ وكل من شرفه الله بخدمة هذا العمل والله من وراء القصد.
بقلم /ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي
