حان دمج مسابقات التربيه والتعليم ؟؟

0
1820

يدخل الطالب مدرسته مجتهدا منذ الصباح مستلهما من فكر معلميه الكثير من الدروس والمواقف والعبر والصنائع الطيبة .

يمضي يومه بين كتبه وفي رأسه كواكب المستقبل تحوم لتحقيق الطموح والوصول الى مبتغاه .

عندما كنا صغارا وكانت مدراسنا في الصفوف الأولى في احد المنازل المستأجرة ، يجتهد الجميع من أجل ان يخرج ذلك المنزل منبرا للعلم متدفقا بالثروة المعرفية صانعا للعلماء والمفكرين ومساهمين في بناء هذا الوطن .

وكانت الأنشطة التي جمعت كل الطلاب بمختلف اطيافهم بيئة هي الأخرى تحوي مهاراتهم وتطلعاتهم وتصقل مواهبهم وقدراتهم.

كانت التنافس الشريف سمة العمل العلمي والتعليمي بالمدرسة وكانت هذه المنافسات تمتد لتصل إلى المدارس المجاورة لتفجر طاقات الطلبة وتضع كل قدراتهم في خندق العمل والعلم والتوجيه السليم لهم كي لا تتشتت كل تلك الأفكار والقدرات بل وتضحى بالأوقات الطويلة من أجل ان يدفع بعمل الطلاب الى الامام ، ولذا كانت تعمد هذه المدارس الى إقامة المسابقات التربوية والمنافسات التي تكون محصورة في نطاق المدارس الى ان توسعت وكبرت وأصبحت الان تتبناها وزارة التربية والتعليم في شكلها الرسمي المقنن وأيضا الكبير لتشمل كل محافظات السلطنة.

وتعود فوائد هذه المسابقات الى الطلاب والتعليم والحقل التربوي بالفائدة الكبيرة تعزز من القيم المضافه في التعليم وتعكس التطبيق العملي على المنهاج الدراسي .

ولكن ازدادت الان المسابقات الرسمية لتصبح عددها كبير واحيانا تسبب العبء التعليمي والتربوي فهناك مسابقه للتفوق الكشفي و مسابقه الصحة المدرسية واخرى في النظافة والتنمية المعرفيه وغيرها من المسابقات التي اصبحت تطغى منافساتها على المستوى المحلي دون التركيز على انشطة المدارس وتشتت افكارها فبدلا من ان تتنافس المدرسه بين فصولها وطلابها اصبحت تركز على مستوى المنطقه ثم مستوى المحافظة لتشمل على مستوى السلطنة رغم ان التنوع والاختلاف مطلوب ولكن يفترض ان لا يكون عبء على الكادر التربوي والطلاب بل وتشتت الجهود احيانا كثيرة ، فمثلا لو دمجت كل المسابقات في مسابقة واحدة تحت مسمى موحد في العمل التربوي وتكون روافدها وتقييمها في الصحة والنظافه والتنمية المعرفية والتفوق الكشفي دون التفرع الذي يحتاج للوقت والاستعداد المضني وينعكس بذلك على النتائج التربويه على منظومة واركان التعليم المختلفة.

مع عصر التقنية والتجديد والعصرنه في التكنولوجيا اصبح ايضا تقييم الطلاب على مهارات النظم المعلوماتية والتطبيقات امرا ملحا والذي اصبح من الضرورات التي وجب على القائمين في المنظومة التعليمية ان تدرك ذلك وتضعه ضمن اجندة التقويم المدرسي ، واعطاء الطلبه مزيدا من التحفيز على مستويات المدارس فقط لانها تنتج وتكتشف المواهب التي تحتاج الى صقل مستمر واهتمام بالمواهب.

كما انه مع متطلبات ترشيد الانفاق اصبح اعاده جدثلة هذه المسابقات والجوائز ضروري لتعطي نتاجا اكبر بتكلفه اقل وتكريس كل التكاليف والقيم المادية على النتاج العلمي المثري والبحث العلمي الممنهج وفق الاسس العلمية والمدرسيه لخلق جيل ناشئ متسلح بمختلف نجاحات واسس النجاح التعليمي والتربوي.

بقلم / يوسف علي البلوشي

usf202@yahoo.com