قليل من الصدق.. و.. الكثير من الكذب    

0
2186

بقلم // بدر بن عبد الله بن حبيب الهادي.

أنا رجل بسيط جدا، وفقير لا أمتلك الكثير، حياتي لا تختلف عن حياة معظم الناس، فيها السعادة أغلب الأوقات، ويتخللها بعض البؤس والشقاء، لكني أتميز عنهم بعدم أهميتي، وبأني من النوع الذي ان رحل أوغيبه الموت، فلن يثير ذلك انتباه أحد، ولن يحزن لفراقه أحد، عدا رهط قليل من الناس.
رجل مثلي غير مهم، فلماذا يثير رحيله الحزن والأسى في قلوب الاخرين؟ وقد يصفق البعض لذلك الرحيل ، وتعلو وجهه ابتسامة الفرح ، ولماذا لا يكون فرحا وقد أزاح القدر عن طريقه عقبة كانت تؤرق حياته ، مع أني وأقسم على ذلك أنسان ضعيف أحمل في صدري قلب مسالما ينبض بحب الاخرين ، ويتمنى الخير للجميع ، في النهاية أنا أنسان برغم بساطتي ، أتأثر بما يحصل من حولي من أحداث ، أنا أنسان ولست ملكا من الملائكة أو نبيا معصوم من الزلات ، أهتم بما يقوله ويفكر به الاخرون ، قد أحزن لبعض القول ، ويفرحني قول اخر ، تلك هي طبيعة العلاقة بين الناس ، أنا افكر عكس التيار تماما ، لا أحتمل ما يثير عواطفي ، لا أريد لحياتي أن تتحول بؤس وشقاء ، ولكن هل أستطيع فعل شيء لمنع الناس من ارتكاب الأخطاء في حقي ؟ لا.. لا أستطيع منعهم من ذلك، ولولا ملامح وجهي وألوان قوس قزح التي ترتسم عليه لما عرف أحد بما أشعر به من الم. رجل ضعيف هذا أنا، رجل بسيط هذا مؤكد، لكني لا أحتمل بعض الاحداث التي تجري من حولي، برغم ذلك، أحاول تسيير حياتي بسلاسة دون ضجيج ودون بهرجة، تحمل بساطة الناسك، وخفة الدم، وشيء من العصبية التي ترافقني في بعض المواقف

وهذا موضوع لا أحب التطرق اليه أطلاقا. وحتى أكون منصفا مع نفسي ، فحياتي لا تخلو من الرتابة والكسل ، فأنا لا أحب الخروج كثيرا والتسكع في الشوارع ، فبعد الرجوع من العمل مرهقا أزحف الى سريري زحفا ، وأرمي بجسدي متناسيا الاحداث التي صادفتني نهار ذلك اليوم ، بعد النهوض من النوم واستعادة بعض النشاط ، فان المكان المفضل لدي هو الجلوس تحت سقف بيتي ، والاستمتاع بمشاهدة التلفاز ، الحقيقة لا أعلم ما هي المتعة في ذلك ، غير أني لا أشاهد غير قناة واحدة فقط ،ولماذا أتعب نفسي بالضغط على زر، ريموت الرسيفر ، وأنا أعلم بأن جميع القنوات تبث نفس الاخبار ، تحمل القليل من الصدق ..و.. كثير من الكذب.