منبرٌ للسيفِ أو للقلمِ

0
1355

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

تتوالى جراحات الأمة العربية والإسلامية وتقوى شوكة العدو يومًا بعد يوم فما تلبث هذه الجراحات أن تسكن حتى تتفجر من جديد والمصيبة الكبرى عندما يتم التصعيد بأي شكل من الأشكال سواءً بالتدخل المباشر أو بالتصريح الصريح ومن لقضيتنا المغتصبة التي طال بها المدى ومن لأقصانا الجريح، وردود الفعل التي تنجم عن هذه الأفعال جميعًا ، ولن يستطيع أحد أن يخرس كل الألسنة عن النطق كما لا يستطيع أحد أن يمنع كاتبًا أن يكتب فمن يتكلم يدافع عن قضية له كل الحق أن يدافع عنها.

والكاتب يحمل رسالة الكتابة وعليه تبليغ رسالته وما يبثه قلمُه دونما شطط وله كل السبق ولكل واحد منا رسالته في الحياة وسوف يُسأل كل واحد منا عن رسالته ولابد من كلمة الفصل وقول الحق، ومما يزيد الأمور سوءًا أننا لم نقم بنصرة إخواننا في فلسطين وقد اغتصبت أرضهم منذ عقود من السنين فقد مضى العقد تلو العقد حتى بلغ عمر القضية مازاد على السبعين وقد شارفت على بلوغ القرن ، ونحن في شجبٍ وإدانةٍ وأسفٍ ومع هذا لم يسلموا من التجريح من أي بيان وتصريح ولو التزمنا الصمت كما هو المعهود لكان خيرًا ولكن لعله خير كما قال أحد الوزراء لحاكم قد بترت أصعبه بعد ما أصيب بحادث أدى لضرورة بتر أصبعه فغضب الحاكم وزج بالوزير في السجن لقولته هذه التي لم يتمعن الحاكم فيها جيدًا ولم يلقي لها بالاً في الأصل بل ولم يدرك عواقبها إلا مؤخرًا وقد خرج هذا الحاكم للصيد بعد أن زج بوزيره هذا في السجن وكان مع الحاكم أثناء خروجه للصيد بعض من رجاله فتم أسره من قبل جماعة اعتادت أن تقرب القرابين لآلهتهم ورأو في هذا الحاكم مبتغاهم فوقع في أسرهم وفر جميع من كان معه من الرجال وكان من ضمن شروط القربان أن يكون خاليًا من العيوب فلما انتبهوا أنه بغير إصبع أطلقوا سراحه لذلك العيب فعاد لمملكته وقام بإطلاق سراح الوزير وقد أدرك معنى عبارته المعهودة لعله خيرًا، وقد وعد الله عباده بالنصر في كتابه العزيز الذي لو حكمنا به وطبقنا شرعه لأعدنا بقوة القرآن أرض اخواننا المغتصبة ولم يتجرأ علينا غاصبٌ ولا محتل ولم يعبث بنا قريبٌ ولا بعيد ولو تمسكنا بسنة نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم لسمونا وعلونا ولنشرنا العدل في أصقاع الأرض وهو القائل انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا قال رجل يارسول الله أنصره إذا كان مظلومًا أفرأيت إن كان ظالمًا كيف أنصره ؟ قال تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . رواه البخاري

وهاهم اخواننا ليس في فلسطين فحسب بل في كل مكان يحتاجون لنصرتنا ويستغيثون أين نحن من هذا الحديث الشريف الذي خالفناه ونصرنا فيه الظالم على المظلوم فليعد كل واحد منا قراءة هذا الحديث الشريف مرارًا وتكرارً أولا نخجل من أنفسنا هل هذه هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي أراد لها نبيها النصر والتمكين أين خلافة الخلفاء الراشدين وأين فتوحات الفاتحين أين قادة العرب الغر الميامين أين أبا بكرٍ أين عمر أين خالد أين صلاح الدين أين الجلندى أين ناصر ابن مرشد أين الصلت أين ابن جاعد أين الهداة المهتدين أين قيد الأرض أين سالم أين عزان أين الخليلي نجل الأكرمين اللهم انصر دينك وكتابك وسُنة عبدك ونبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وانصر اخواننا في فلسطين وخلص الأقصى من اليهود الغاصبين اللهم اكتب لهم النصر والتمكين وانصر
إخواننا في كل مكان وانصرنا على الباغين والمعتدين ولا تسلط علينا بذنوبنا الصهاينة والمحتلين واكفنا شر العملاء والمتصهينين واحفظ شبابنا من التطرف والمتطرفين ومن الإلحاد ومن المُلحدين آمين يارب العالمين
واختم بقول الشاعر :- عمر أبو ريشة
أمتي هل لك بين الأممِ
منبرٌ للسيف أو للقلمِ
أتلقاكِ وطرفي مُطرقٌ
خجلاً من أمسكِ المنصرمِ