التاجر العُماني

0
1807

يحيى المعشري 📝

اطلعت على مبادرة وقعت علي بصري بالصدفة في تغريدة لسعادة محمد البوسعيدي- عضو مجلس الشورى ممثل ولاية بوشر؛ لصندوق الرفد بمسمى (العُماني أولى)، لا أعلم ما المغزى العام منها ولا أعرف الأهداف والإطار التشريعي والبعد الفلسفي الذي تشتغل عليه، لكن أحببت الفكرة العامة التي تكومت في مخيلتي وهي مساندة التاجر العُماني ودعمه في مشاريعه التي جازف من أجلها وخاطر بتأسيس عمل حر يسترزق من وراءه ويعيل أسرته وينفق على محيطه ومجتمعه من خلال المبادرات المجتمعية التي يقوم بها دون مبتغيات أو منة، وفي ظل المنافسة الكبيرة والتحديات المختلفة غامر التاجر العُماني في مشروعه وتكبد عناء الإجراءات الطويلة، بالتالي من المهم دعمه وتحفيزه والإقبال على المنتجات التي يعرضها والصبر عليه، حتى يقوم بتجارته، هذا من جهتنا كأفراد في المجتمع العُماني، ولنا في الأحياء التي نقطن فيها تساؤلات، تُرى هل حقًا أنا وأنتَ/ أخي الكريمة وأختي الكريمة نتعامل مع التاجر العُماني ونشد على يده ونزيد من همته، أم نتعامل مع اللوبيات التي باتت تنخر بالتجارة وباتت تهيمن على السوق في جميع مفاصله ولربما سيأتي يوم لها وتذهب إلى زوال، تُرى ماذا قدمت المؤسسات والشركات الحكومية وهي القدوة في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، التي يديرها رواد الأعمال العُمانيين، ماذا قدمت للمشاريع الشبابية التي أسسها ملاكها في ظروف صعبة وتكبدوا الكثير والكثير، تفرغوا من أجل إدارتها والإشراف عليها ليعيشوا حياة هانئة وكريمة تحفظ لهم حق من حقوق التعامل.

ألم يكن من الأولى لي ولكَ وغيرنا من أفراد المجتمع البدء في دعم المشاريع الشبابية والتعامل معها؛ حتى يكتب لها الاستدامة وتتقدم في أفكارها ونموها. ثمة تساؤلات تزحف إلى مخيلتي وتتوسع رقعتها إلى أبعد مما تتخيلون، ما سبب تغول اللوبي الوافد وهيمنته على السوق رغم وجود المشاريع الشبابية، وكيف لهذه المشاريع أن تقوم ويكتب لها النجاح إذا كنا نهفو على ما يأتي به الوافد ونترك ما يستقطبه أبناء جلدتنا رواد الأعمال العُمانيين.