يوم النهضة رمز وطني يعبر عن تحول أضاء سماء عمان

0
987

ترمز المناسبة في حقيقتها لملحمة وطنية جسدت قصة قائد وأمة، وتعبر عن تحول تاريخي أضاء سماء منطقة من مناطق هذا العالم وقطر من أقطار المعمورة، فأحدثت تغييرا شاملا لن ينسى في حياة أمة كانت في أشد الحاجة إلى هذا التغيير الذي عاشت طويلا بأمل حدوثه .

 وترتبط المناسبة في قيمتها وأهميتها ومكانتها ارتباطا وثيقا باليوم الذي شهد ميلاد ذلك التحول المشرق من الشهر ذاته الذي يطل على العالم مرة في كل عام .

هذا التحول الذي غير وجه الحياة الذي كانت عليه ممثلا في التخلف والانغلاق والجمود والفقر والتوترات السياسية والاجتماعية والازمات الاقتصادية وحالة عدم الاستقرار … إلى حال آخر ووجه جديد انتقلت فيه الأمة إلى الازدهار والتمدن والعصرنة والانفتاح والاستقرار والتقدم الشامل

وهي المفاتيح الحقيقية التي نتكئ عليها مقياسا نحدد من خلالها أهمية المناسبة وتعكس مكانتها وقيمتها في نفوس المواطنين الذين تعنيهم، فالمنجز المشاهد بالعين المجردة يبقى حجة لا يمكن تجاوزه ودليلا أصيلا على النتائج الحقيقية التي أحدثتها المناسبة على الأرض وعلى الإنسان، لذلك جعلت الأمم من أيامها التي شكلت نقطة انطلاق لتغييرات وتحولات جوهرية أعيادا تحتفل فيها ومناسبات تستثمر من أجل التقييم والتجديد والتخطيط والتطوير وتعزيز الشعور بعمق الارتباط بالمناسبة ورمزها الذي تشكلت على يديه لبنة ذلك التحول الإيجابي المنتظر والمطلوب بشدة من أفراد المجتمع،

فالإحساس بالمناسبة لوحده كفيل بأن يعزز في النفس الشعور بالإيجابية والمواطنة الصادقة والأمل المشرق والطمأنينة المتبوعة بحب العمل والرغبة القوية في المساهمة والمشاركة بالاحتفاء بها .

ويوم الثالث والعشرين المجيد أو يوم النهضة العمانية أو يوم التحول الكبير في حياة العمانيين هو يوم ليس كالأيام الأخر في معانيه ودلالاته العميقة من حيث النتائج والانعكاسات الكبيرة، هو ذكرى خالدة لحدث سعيد سجله التاريخ العماني في ذات اليوم قبل ستة وأربعين عاما، حدث هدف إلى (بناء المستقبل المزدهر السعيد المنشود لهذا الوطن) كما جاء في أول خطاب لقائد هذا الحدث الاستثنائي صاحب الجلالة سلطان البلاد المفدى الذي وعد فأوفى وقال فصدق ورسم أهداف التنمية وشكل البناء فتحقق ما رسمه وخطط له بيديه الكريمتين .

هو يوم يعبر عن الصدق وعن الوفاء والإخلاص والتقدير والامتنان والولاء لباني نهضة عمان الحديثة قائد المسيرة ومهندسها الذي حقق الازدهار لعمان والسعادة لشعبها بتجديد الاحتفالات ورفع وتبادل التهاني والتبريكات والمشاركة في الاحتفاء بالمناسبة والمساهمة في أفراحها وبرامجها الاحتفائية وأنشطتها المتعددة وفي الابتهاج بها وتجديد مضامينها، هو يوم وطني شاهد على حجم الانجازات والمكتسبات التي تحققت على أرض عمان تجرى فيه المقارنات وتنشر المؤشرات وتطرح الرؤى والأفكار التي تهدف إلى التعريف بالمنجز وتوعية المجتمع بالأخذ بالأسباب والوسائل الناجعة للحفاظ على المكتسبات التي تحققت باعتبارها مكاسب عامة تخدم كل فرد من أفراد المجتمع والتفريط في جزء منها هو في المقابل تفريط بمصالح هذا المجتمع وبمصالح الوطن 

هو يوم عماني بامتياز يجمع شرائح وأطياف المجتمع على وحدة الكلمة ووحدة الرأي ووحدة المقصد وعلى وحدة المصالح في عموميتها وشموليتها وتنمية الشعور بالمواطنة والدعوة للمساهمة والمشاركة في البناء وفي طرح الأفكار والرؤى المفضية إلى المزيد من التطوير والإصلاح والتصحيح والتجويد …

معاني المناسبة عميقة ودلالات الاحتفاء متعددة وعلينا أن نقرأ مضامينها قراءة سليمة خالية من العلل والأسقام، ففي ذلك ضمان للمصالح العامة في شموليتها وفي عموميتها . وفي هذه المرحلة الحساسة من عمر النهضة العمانية فقد تعددت التحديات الداخلية والخارجية التي تتطلب منا جميعا مسئولين ومواطنين أن نتعامل معها بدرجة عالية من الوعي والحذر، متحدين متماسكين متفقين على أن الوطن أمانة في أعناق كل واحد فينا، وعلى المسئولين جميعا أن يعملوا ليلا ونهارا بكل اخلاص وأمانة وبذل كل الامكانات لتحقيق الغايات والأهداف التي رسمها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وأكد عليها في خطاباته وكلماته السامية وتنفيذ توجيهاته وتعليماته – حفظه الله – والمتمثلة في اسعاد المواطن والحفاظ على مكتسباته وتعزيز ثقته في أداء الحكومة وتوفير فرص عمل للباحثين والمضي قدما في تعزيز الموارد وتطوير القطاعات والانشطة الاقتصادية واستثمارات امكانات السلطنة في مختلف المجال والحقول بهدف الاستغناء التدريجي عن النفط وتحرير الاقتصاد من قيوده .

هنيئا لعمان مناسباتها وأعيادها الوطنية وبارك لها في سلطانها ومنحه الصحة والقوة والعمر المديد لكي يحقق المزيد من الانجازات والمكتسبات لعمان وشعبها الممتن .

سعود بن علي الحارثي