من عتبة بيت الخنجي في مطرح ..

0
1732

تفتح الشرفه وينفض غبار الزمن العتيق من عتبه البيت العود. هكذا كان يطلق عليه كل من يعرف اسرة الخنجي . تقودك الحلة الى رائحة الزمن الجميل عندما كانت الاكياس المحمولة على الاكتاف المعروفه ب”الجواني ” تنزل من سفن الهند وافريقيا الى خور بمبه في مطرح .

 ويفتح اولاد الخنجي كما يحب اهل مطرح ان يطلق عليهم بيتهم مجددا لدروازه التاريخ و تحتضن مجد عمان السالف منذ ان جاءت السفن الى شاطئ مطرح محملة بالدعن والتمر والاخشاب والزيت .

بيت اسرة الخنجي في قلب مطرح او “البيت العود” اعتاد فتحه في شهر رمضان ليحتضن الاصدقاء والاصحاب وكوكبة المجتمع من التجار والاعلاميين والسفراء والحكوميين في قلب حلة العرين ليشتم زوار البيت عبق الماضي العائد الى عام 1354 هجري منذ ان وضعت اول حجر لهذا البيت .

منذ تلك الأيام و هو يستقبل ضيوفه من الداخل و من الخارج من التجار و النواخذة القادمين الى بندر مطرح عن طريق البحر. تدعو اسرة الخنجي ضيوفها في رمضان ، ويتقدمهم خليل الخنجي ليخطو كل زائر خطاه الى طريق مسكد مسقط حاليا نحو مطرح في مشهد دخول المدينة من جهة البحر والمنظر البانورامي لها وانحناء الشاطئ في نصف دائرة وترسو عليه اليخت آل سعيد. اذن كان لاسرة الخنجي سرا جديدا يفوق ان يكون افطار شهي لتجربة الثريد المحلي او التمر العماني او القهوة التي نقعت بالبن المطرحي .

بل تجاوز خليل الخنجي واخوانه المشهد لجعل مطرح موطء قدم الجميع ويسبر زوارها عالم اخر بعيد عن التسوق بين جنبات المحلات وأدكنة مطرح القديمة.

قبل ان يصدح الآذان يعتلي الزوار سلم البيت العود نحو الشرفه المطله على مطرح لينسكب الحديث عن انين الماضي وسفن العمانيين القادمين عبر خور بمبه وجذوة المكان عندما ترى في الأفق ذلك التاريخ يتبخر مع رائحه القهوة عندها كان الاذان قد رفع وبدأ البيت العود يضج بحركة الصائمين مستلهما من الارث صورا قديمة وتواريخ مشرقه في ايام مظلمه بان نورها مع اشراقه عهد النهضة ، وتسمع من قلب مطرح صوت التاريخ يحن عندما خلد أزيز مضخات المياه التي كان يبيعها الخنجي والسركال في دفة مطرح العتيقة.

اذن السر يا آل خنجي لم يكن في قهوتكم او خبز الرخال او الثريد المطهي بالزيت العماني بل في ما تمثله الازقة في مطرح مسجلة صفحات من التاريخ يروي في كل جدار عن قصة عمانية لم تطوي اوراقها في صيف رمضان الحاضر.

* يوسف بن علي البلوشي