الأزمة الاقتصادية تغلق (جمعية المسرح العماني)

0
1489

اليوم أغلقنا باب جمعية المسرح العماني ونسلم المفتاح لوزارة التنمية بعد أن صعب دفع إيجار مقر الجمعية وهو 700 ريال شهريا، علما بأن إيجار المقر كان يدفع سنويا من قبل الديوان .

 وقبل عامين أُعْطِيٓتْ الجمعية مكرمةً من مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم حفظه الله ورعاه عبارة عن 250 ألف ريال عماني لبناء مقر للجمعية وقمنا كإدارة جديدة منتخبة بالبحث عن أرض ومبنى يتناسب مع المبلغ المرصود ، ولم نجد لارتفاع أسعارالأراضي .

فخطر على بالنا طلب استثمار مسرح الشباب بروي وإعاد ترميمه لبنائه من جديد بالمبلغ الموجود لدينا فخاطبنا وزارة التراث والثقافة بطلب استثمار المكان وتم الرد بالرفض ، وحاولنا الحصول على أرض من وزارة الاسكان ولكن للأسف أنّ المواقع المتوفرة خارج محافظة مسقط وبمناطق نائية ، ذهبنا لمقابلة معالي الشيخ (الخلوق) محمد بن سعيد الكلباني وزير التنمية الإجتماعية لمساعدتنا في الحصول على قطعة أرض لبناء مقر الجمعية فاقترح معاليه علينا أن نكون ضمن مبنى مقر الجمعيات الذي سوف تبنيه الوزارة على ان يتحول مبلغ المكرمة لموازنة بناء مقر الجمعيات على أن تتكفل وزارة التنمية بدفع إيجار مقر الجمعية الحالي حتى نستلم مفتاح مقرنا الجديد .

وحقيقةً أنّ معالي الشيخ أراد بهذا الاقتراح فعلا الوقوف معنا لعلمه أنّ المبلغ المتوفر لن يساعدنا في شراء ارض والبناء عليها. فوافقنا على المقترح وتمت بيننا المكاتبات الرسمية بذلك، ويالفعل قامت الوزارة بدفع مبالغ إيجار السنة الأُولى لصاحب المبنى، ولكن الآنٓ عندما حانٓ موعد سداد السنة الثانية للإيجار رفضت الوزارة أن تدفع أي مبلغ بسبب أزمة المالية الحالية، فذهبنا لمقابلة معالي الشيخ للخروج بحل ، ومعاليه كان واضحاً وشفافاً معنا، وأبلغنا صراحةً أنّ الوزارة لا تستطيع أنْ تدفع الإيجار لمقر الجمعية وعلينا أن نبحث نحن مجلس الإدارة عن حلول أخرى لسداد قيمة الايجار فذكّرنا معاليه أنّ هناك اتفاقاً بيننا حول هذا الموضوع ولم ينكر معاليه الاتفاق ولكن قال هذا عندما كان هناك توفر مالي الآن الأمر لم يعد كذلك

فسألنا معاليه عن مبلغ 250 الف المكرمة الخاصة بنا اين هي؟ فأجاب معاليه يمكنكم مخاطبة الديوان بهذا الشأن .

وأخيراً سلمنا له رسالة من صاحب المبنى يهدد الجمعية بالقضاء اذا لم تسدد ما عليها من التزامات فكان رد معاليه أن ذلك من حقه والقانون يأخذ مجراه .

نوّهتُ لمعالي الوزير ولبقية الحضور أننا بذلك باختصار نُغْلِقُ باب الجمعية ونسلم المفتاح وبالتالي تعتبر الجمعية قانونيا بدون مقر ومخالفة للقانون مما يعرضها للإنحلال، للحقيقةً كان معالي الوزير غاية في الصراحة والشفافية وكما عهدناه ، باختصار كان توجيهاً غير مباشر أغلقوا باب الجمعية هذا شأنكم ،طبعاً خرجنا من مكتب معاليه لسنا مصدومين بل بالعكس كانت الامور واضحة أمامنا و اتفقنا علي أن نوجه رسالة عاجلة للجمعية العمومية بعقد اجتماع طارئ لنطرح الموضوع هل نحل جمعية المسرح العماني ؟ ويتم تسلبم مفتاج المقر لصاحب المبنى أم ندير الجمعية من مكاتبنا، طبعا صاحب المبنى رفض استلام المفتاح حتى يستلم حقوقه كاملة وسوف بتوجه للإدعاء وحالياً نقوم بالبحث عن مكان لتخزين أثاث الجمعية وسوف نحتفظ بالملفات والأرشيف لدينا لفترة من الزمن .

رغم ما حدث الا انني لا اربد ان أرسم نظرة قاتمة وسوداوية بأعينكم لكن هكذا هو المسرح دائما هو أول من يدفع الثمن وهو أول المضحيين، كيف لا وهو الصوت الحر وصوت من لا صوت له ، ،لأنه فن الصادقين ، ومرآة لهموم الناس وقضاياهم، والحمدلله أننا أوّل من ضحى في هذا الوطن في ظل الازمة الحالية فالأبطال دائما في المقدمة ونحن كمسرحيين كنا ولا زلنا ندفع الثمن ولا أحد يوماً مد يد العون لنا إلا ما ندر ، وعليه لن نحزن لإغلاق باب الجمعية ولكن سوف نظل نحاول أن نتنفس وإن كانت الأمواج عالية وعاتية فعاشق المسرح لا يعرف اليأس.

وبعد الليل وإن طال سيشرق الصباح ، وان كانت الجمعية بلا مقر،ولكن سوف نستمر ونعمل فالابداع لا تحتكره الزوايا ، وسوف نناشد كافة المسؤولين في الدولة الحاملين لرايات الثقافة والفنون والاداب للحفاظ على منجزات الوطن من مؤسسات ثقافية وادبية وفنية، وللحفاظ على بيت المسرحيين الاول من أن يغلق بالشمع الأحمر.

عماد بن محسن الشنفري