الباحث عن عمل لما لا نحول النقمه نعمه، والضارة نافعه

0
1180

أن الحاله التى يمر بها اليوم جيل كامل من ابنائنا ممن تعذر حصولهم على فرص عمل بعد التخرج ،لاشك مؤلمه نفسيا ومعنويا وماديا، ومصير قاسي لمن قضى ستةعشر عاما من طفولته وريعان شبابه على مقاعد الدراسه والتعلم ، هذا ناهيك عن تأثيرها السلبى على من يليه من أجيال لازالوا على مقاعد الدراسه عندما يشاهدون من سبقهم فى التخرج يعانى هذه المعاناه ويتعاظم الألم نظرا لرزوح اعدادكبيره منهم تحت وطأة الحاله منذ مايزيد على الثلاث سنوات وأكثر بل إن البعض قد طالت معاناته للخمس وست سنوات وهذا ملموس ومشاهد من واقع الحال .
أصبحت هذه الظاهره تقلق الكل فى المجتمع فلا يخلوا بيت فى عمان اليوم ليس به باحث على الاقل،ولايخفى على أحد آثار هذا الوضع على هؤلاء الباحثين وقد يصبحون فريسه سهله للاحباط وبالتالى للأفكار الاكتئابيه هذا إذا لم يكن فئات منهم قد أصيبوا لاقدر الله .

فالشاب بعد أن قام بواجبه وماهو مناط به وأنهى دراسته الجامعيه وأصبح فخورا بجاهزيته ،سعيدا ليصبح عضو فعال فى مجتمعه يخطط ليبنى ويشق حياته ،ليعز عليه أن يبقى بعد كل هذا طاقه مهمله يحتويه الفراغ القاتل ويتلقى مصاريفه من اهله مع إدراكه بالاعباء التى أضيفت مؤخرا على كاهل الأسره والمعروفه للجميع وشملت معظم شؤون حياتها مع توقف الترقيات وأمور أخرى كثيره، اى ببساطه أن الحلقه تزداد ضيقا عليه وعلى الاسره يوما بعد يوم ووجد نفسه فى الوقت الذى يرتجى منه العون

وهو لا حولة ولاقوه له ، كل هذا مع عدم وضوح الرؤيا أمامه فى مستقبل منظور لحل المشكله ولا خطه واضحه محدده من الجهات المسؤوله المناط بها والكل يدور فى حلقه مفرغة للأسف الشديد.

لم يعد مقبولا من الحكومه أن تتعلل بالوضع الاقتصادى وانخفاض البترول وكأنها براءة ذمه ولابد من إيجاد الحلول وما قامت به مشكوره من بادرة بتوظيف عدد فى القطاع الخاص  فهى محاوله ومعالجة وجهد يشكر إلا أن المشكله لازالت شاخصه وفى ازدياد ونخشى تداعياتها لوحدثت لاقدر الله، إذا لم نتداركها بحلول ناجعه مدروسه ولو على مراحل .

علينا اعتبارها اولويه قصوى وعلينا تسخير كل الامكانيات والحلول لتنفيذها،وستؤتى أكلها بإذن الله فالإنسان لم يكن ابدا عبئا على التنمية بل صانع لها، وهذه فى النهايه حاله تمر بها كل الدول وتحل بطرق ووسائل شتى وليست مستعصية والحكومات أولى أولوياتها الوطن ومواطنيه واهم واثمن مافيه وله عليها تخطيط وتنفيذ الخطط التى ترعى شؤونه وتسيير حياته ومعاشه ،ومن هذا المنطلق وفى سبيل العمل بتروى وحزم لعلاج هذه الظاهره ولايمنع أن تقوم الحكومه بإشراك هذه الفئة من الباحثين بالحل تمهيدا لسير الحكومه الحثيث تخطيطا وتنفيذا بتروى من أمره.

وهنا نقترح أمرين من الباحثين ومن الحكومه معا، فنقترح على ابنائنا الباحثين ونحثهم أن يتخلصوا تماما من الشعور بالإحباط وليفخر الواحد منهم بنفسه وانجازه الذى حققه والاقتناع بأن مايحصل هو موضوع وقتى تتعرض له معظم الدول وتعود الأمور بعد ذالك إلى نصابها وعمان والحمدالله بخير وغنيه بمقوماتها الكثيره الذى وهبها الله تحتاج منا فقط البحث والتنقيب والتخطيط السليم وقبل كل شى صدق النوايا وحب الوطن وطلب التوفيق من الله ،نطالبهم بأن يكونون على قدر من المسؤوليه وهذا عشمنا بهم وليعتبرو مايحصل نوع من الابتلاء ونحن جميعا مطالبون كمسلمين بتوقع الابتلاء فهو من سنن الله فى خلقه وكل ماياتى منه خير فى النهايه والابتلاء كما يقع للفرد يقع على الجماعه وطلب منا ربنا إن نتقبل الابتلاء بالرضى والصبر ((سأصبر حتى يمل الصبر من صبرى ))،ومن ثم السعى فلا تياس وحاول أن تجد اى عمل مهما كان ولو بسيط او موسمى لشغل فراغك وسد احتياجاتك الشخصيه لتستكفى من معونة الاهل ولتكن القدوه بذالك لغيرك من الشباب وانت جدير بذالك بعدما تسلحت به من العلم ولندرك أن الزمن الذي نعيشه يختلف عن زمن ابائنا ولنتدارك أنفسنا باستيعاب زمننا والتعايش معه ففترة الجده والرخاء كما كانت فى الحقبة الماضيه رجوعها لازال غير منظور وان رجعت خيرا وبركه ولكننا نكون قد هيئنا أنفسنا ونقلنا هذه التهيئة للجيل الذى يلينا ويقتدى بنا.
قم باى عمل مؤقت تحصل عليه وتستطيعه كلا حسب ظرفه وقدرته بدون حرج من ذالك فالعمل ابعد مايكون عن العيب فرسولنا الكريم (ص)ومعظم الانبياء اشتغلوا بالرعى وجدك او ابوك بالنسبه للبعض قد اشتغل باى عمل شريف وبيده لظروف الحقبه المعاشه ولم يعيبهم ذالك فى شى بل زادهم فخرا ،ان فى ذالك مخارج ومتنفسات تعينك وتفيدك بدلامن ان تنتظر ينهشك الاحباط والهموم ،اعمل بمايزيد ويطور تحصيلك العلمى فى تخصصك أو غيره فى دورات قصيره أو ندوات او أعمال تطوعية فى مجتمعك فما أكثر حاجات وطنك ومجتمعك لك فى هذا المجال ويفضل بالاشتراك والتعاون مع زملاءك حولوا الفراغ إلى نعمه ،اقراء لقد توفرت لديك مساحه من الفراغ لم تحظى بها من قبل ولن تحظى بها بعد حصولك على الوظيفة فاستغلها واعتبرها نعمه واوكد لك ان القراءة كفيله بأن تنتشلك مما أنت فيه، ستصبح عشقالديك وانت الان فى أنسب سن وتهيئة وسترافقك بعد ذالك طول حياتك ويقتدى بك من بعدك وكن سباقا فى ذالك فأنت من أمة اقراء وسترى باذن ماسيفتح أمامك من آفاق كانت خافيه عليك وما سيفتحه الله عليك وستجد الأمور قد انجلت وحظيت بالوظيفة المناسبه وانت قد ارتفعت درجات.

لن أتكلم عن واجبات ومسؤوليات الحكومه فهى ادرى بها منى، وساكتفى بمناشدتها أين الحكومه الكريمة أين الدولة الرحيمة بابناءها أين حكومة صاحب الجلالة حفظه الله وامد بعمره الذى شملت افضال عطايا ايادي أرجاء المعموره،هل ستقف اليوم وأمام أبناءه حاشا لله ومعاذ الله من ذالك!!!.(فى حفل استقبال الرئيس الامريكى الاسبق ريجن فى وقت سابق لصاحب الجلاله خاطب جلالته قائلا:- صاحب الجلالة قلتم فى مقابلة مع جلالتكم بأنك تحب أن تقود سيارتك فى أول الموكب لترى شعبك وتتعرف على بلدك عن قرب، وانك قد وهبت نفسك فى حياتك ومماتك لهما!!!!

واضاف ريجن احيى جلالتكم ونفخرانا والشعب الأمريكى بصداقتكم). هل ستقف افضاله ومكارمه عند أبناءه الذين ادو ماهو مطلوب منهم وهيئو أنفسهم لحمل راية البناء والعطاء للوطن التى غرسها فيهم جلالته ؟!!!

نطالب حكومتنا الإسراع في إيجاد الحلول وهى ليست مستعصية فالقضيه التى بين أيديكم ليست بالهينه بل اولويه قصوى تتقدم فى الأولويات فابناءكم ينتظرون منكم أن تمهدو لهم الطريق ليؤدو رسالتهم نحو وطنهم وسلطانهم ومجتمعهم،وبناء أنفسهم ومستقبلهم، ونتمنى عليكم وحتى إيجاد الحلول ومعالجة هذه الظاهره إعادة النظر فيما تم إقراره قبل عدة سنوات فى وضع مشابه للحالة التى نمربها اليوم الاان لم يتم تنفيذها والسير فيها انذاك لتوفر الحلول لتجاوز تلك الحاله،وهو أن يتم صرف مبلغ
من المال لكل باحث عن عمل حتى يجد الوظيفه ،فنحن أحوج بها الان ونقترح أن تكون مبلغ مائه وخمسون ريال شهريا وهو ليس بالكثير على شبابنا وواجب علينا وحق لهم علينا، فلنفترض انه حتى مع بداية الحلول التدريجيه للمشكلة ومع دخول إعداد جديده للباحثين وهذا متوقع ،فسيكون لدينا مابين عشرين إلى ثلاثين ألف متوسط الباحثين فى الانتظار سنويا فلننتشلهم من الفراغ والاحباط والهموم منذ نعومة اظفارهم بهذا المبلغ البسيط وهو لن يتجاوز الخمسين مليون سنويا . وهو مبلغ ليس بالكثير على ابناءنا عوضا عن تركهم يعانون الأمرين عدم التوظيف والسؤال للحاجه ولو من الاهل الذين يعانون بدورهم من إرهاصات الظروف الاقتصاديه الحاله.
دمتم على أمل أحفاد أمة اقراء.

خالد بن سعد الشنفري المحامى