الرونق العذب شذرات من اللؤلؤ الرطب (٢)

0
2713

لا يزال الحديث مستمرًا وحبات اللؤلؤ تبرز وتتناظم يومًا بعد يوم ولا نزال في البدايات وهذه هي الشذرة الثانية من كتاب اللؤلؤ الرطب في إبراز مستودعات القلب لشيخنا الحارثي رحمه الله ويستمر السرد ……..

وكان الشيخ نور الدين السالمي ومن معه يأملون أن يكون الإمام ، محمد بن عبدالله الخليلي أو هلال بن علي البوسعيدي ولكن الإثنين كليهما لم يحضرا ، ولم يكن للشيخ الحازم الذي أذهب عمره كله في نجاح هذا الأمر ، فيضيعه عند حضور وقته، وتهيؤ فرصته ، فلذلك عدل على سالم بن راشد فكانت البركة فيه ولما بويع الإمام سالم قال الشيخ :- تمت واحدة فما إن وصلوا نزوى وصلوا الجمعة قال :- اثنتان ولما وصلوا سمائل وأقاموا الحد على زانية قال ؛- تمت الثلاث التي كنت أسأل ربي أن لا يميتني إلا بعد أن تتم. (( طبت يا موت فإن شئت فزر )) وما مضى عليه سنة بعد قوله هذا القول، حتى اختار له الله ما عنده فألحقه بالصالحين وأخبرني قال لما سقط الشيخ نور الدين من راحلته وبقي يعالج الموت في بلدة تنوف كان يقول سنقسم إن شاء الله غنائم الهند، وكان يكررها يقول هذا حثًا للمسلمين اقتفاء السلف ، ولكي تكتب النية في حسناته قال :- وجاء الإمام يعوده فقال :- لم جئت؟ قال عائدًا لك قال:- ارجع فأنت في مقام أصلح للمسلمين من عيادتي، فرجع في الحال.


وذات يوم قال :- ما هذا اليوم قلنا؛- كذا قال؛- بعد غد لم يزد على هذه الجملة وما عرفنا معناها فإذا هو يموت بعد غد ، رحم الله تلك الأوصال وأحلها دار الخلد والجلال ودفن بين قبري المشايخ سليمان بن سيف وناصر بن سيف النبهانيين، تكرمة من الشيخ حمير له، بأن دفنه بين أبيه وعمه.
يقول الوالد حمد بن حميد الحارثي رأيت الشيخ السالمي في النوم بعد موته يقول آذتني هذه الكُنُف .
قلتُ:- ورأيتهُ أنا في النوم كأنه نائم ويغط في نومه وكأنه ملتحف برداء أخضر، وأقول لبعض الإخوان نذهب نسلم على الشيخ قال:- لكن ننتظره حتى يصحو .
حكى الشيخ الرقيشي :- كان الشيخ نور الدين يقول في مرضه ؛- ما أخاف عليكم من جهل وفيكم عامر بن خميس وما أخاف عليكم من وهن وفيكم سالم بن راشد وكان الأمر كما قال والمؤمن يرى بنور الله وحكى الشيخ قال :- لما مات الشيخ نور الدين السالمي قال الإمام الآن وقد مات قدوتنا سيظن عدونا أن فينا وهنًا بسبب موته، ولا بد أن نريه القوة من أنفسنا، المسلمون بعد لم يفتحوا نخلًا ، ووادي المعاول ونرى أن نذهب إليهما فندخلهما في الطاعة وبالفعل وُجهت الدعوات إلى القبائل ليحضروا إلى نزوى، فاتفقوا على أن يأتوا عن طريق الجبل الأخضر إلا الشيخ عيسى بن صالح الحارثي أمره الإمام أن يأتي عن طريق وادي سمائل فيقبض في التصاوير وهي محلة في فنجا، ليرد عنهم المدد الذي يخافون منه ولما أرادوا الافتراق ناجى الشيخ عيسى الإمام، وقال عندي نصيحة وهي إذا اقتحم نخلًا، ووادي المعاول إن شاء الله واطمأن الحال، فإن مطاوعة الحجريين ومن يرى رأيهم ، سيغرونك على القيام إلى بركا.
ومن رأيي أن لا يستفزونك، فإنه ليس لكم قبل على مواجهة خصومكم، فإنهم ليسوا وحدهم ، وإنما من ورائهم من لا تملكون العدة التي عنده، ومن الأفضل أن تبقى دولة المسلمين ظاهرة قوية، ولا تفشل في أمر منه بد، وواسع التأخير عنه، فحبذ الإمام هذا الرأي ، ووعد بذلك، واعترفوا عليه ، وكل ذهب إلى قصده، وكان الإمام يمشي ولا يرضى أن يركب فكان كلما مر عليه أحد عرض عليه الركوب ، فلم يرض وكان الشيخ أبو زيد رفيقه في المشي، فكان يقول لمن يعرض على الإمام أن يركب: دعوه يخدم نفسه يشير إلى الحديث: (( لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في أنف امرىء مسلم)) فوصلوا بحمد الله نخلًا وفتحوها ولم يعترض سبيلهم أي شىء
يتبع …………

ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي