التربيه قبل التعليم

0
2321

عاد أبناءنا واخواننا إلى المدارس، ودبت حركتهم منذ الصباح الباكر راجلين وعلىحافلاتهم، واحسسنا بالحياه فى شرايين واوصال احياءنا وطرقاتها منذ الصباح الباكر لقضاء ساعات يوميا بين أقرانهم من الحى تحت إشراف مربيهم ومدرسيهم .

احلى مراحل العمر تعلق بذاكرة الطالب وترافقه ذكرياتها الجميله طيلة العمر، وفقهم الله وسدد خطاهم وانار دروبهم.
ولكن وسط هذه الصوره الجميله المفعمه بالحياه والأمل للطلبة وأولياء أمورهم، هناك منغصات ينفطر لها قلب اى ولى أمر، ويتكرر يوميا مرتين فى اليوم من اول يوم دراسى إلى نهاية آخر يوم بنهاية العام ،صباحا عند دخول الطلبه للمدارس وظهرا عند الخروج، وفى معظم مدارسنا إذا لم يكن كلها (عدا المدارس الخاصه).وعلى مدار عقود منصرمه والحال كما هو برغم أن كل ولى أمر يأتى ليأخذ ابنه بسيارته من أمام بوابة المدرسه، إلا ولسان حاله يقول يارب سلم يارب سلم.

FB IMG 1463066412168
ولم تحرك إدارات المدارس ولا إدارات التربيه والتعليم بالمحافظات ولا وزارة التربيه والتعليم ولا أولياء الأمور المغلوب على أمرهم ساكنا لمعالجة الأمر وإيجاد حلول للمعالجة، ولا ادرى هل سننتظر غاضين الطرف حتى تحصل كارثه ما لاقدر الله ام يجب أن نسارع ونعقلها اولا ومن ثم نتوكل على الله وهذا هو ما أمرنا به نبينا عليه افضل الصلاه والسلام .
الساحات الاماميه لمعظم مدارسنا واسعه نوعا ما إلا أنها ليست مخططه كمواقف ومعظم المدارس تقع على شوارع عامة ولا ادرى السر فى ذالك سوى خطورة على الطلبه وضوضاء وازعاج يشتت الذهن فى مكان مخصص لتلقى العلم والتحصيل ويتطلب الهدؤوء  والسكينة، وما أن يقرع جرس انتهاء الدوام المدرسى حتى يندفع هذا العدد الكبير من الطلبه دفعة واحده بدون حسيب أو رقيب فى شبه هجوم كاسح على بوابة المدرسه انطلاقا إلى الحافلات ليتكدسو فيها بأضعاف ماتستوعب مع عدم وجود مساعد فى الحافلة لتنظيمهم وملاحظتهم أسوة بحافلات الطلبه فى معظم دول العالم المتحضر.

هذه الحافلات التى تقف جنبا الى جنب مع سيارات اولياء الامور الذين بدورهم فى عجله من امرهم حتى يستطيعو يرجعو الى دوامهم استعدادا لبصمة الخروج وبالتالى تتحول ساحة المدرسه أشبه بموقع معركه تخفق لها القلوب حتى تنجلى دقائقها المحدوده بسلام. والسؤال الان الذى يتبادر للذهن هل هى مشكله عويصة إلى هذا الحد نعيشها منذ سنين بدون حل؟! ونترك ابناءنا بالذات صغارهم يتعرضو للخطر ويسلكو بسببها سلوك مشين يعتادونه فى حياتهم امام نظر وبمباركت معلميهم واولياء امورهم.
لم لاتكون مواقف الحافلات داخل سور المدرسة ويفتح لها مدخل ومخرج ولم لا تخطط الساحات الخارجيه كمواقف لسيارات اولياء الامور لتتم العمليه بسلاسه وانسيابيه مثلا الف.

حل وحل ممكن ايجاده واختلاقه وكل شى يهون الا ان نربى أطفالنا منذ نعومة اظفارهم على الفوضى والعشوائية ويوميا بدل النظام والتقيد به ومراعاة الجانب الأخلاقي فى تعاملنا مع الآخرين وفى الحياه وهم فى هذا السن الغض الذى ينطبع فيه مايلقنه ويتذكره ويرافقه طيلة عمره،(العلم فى الصغر كالنقش فى الحجر ) مثال كل منا قد استشعره فى مشوار حياته
لم يكن يخطر على بال احد منا ان وزارة التربيه والتعليم لاتراعى مبدأ وفلسفة التربيه قبل التعليم إذا لم تطبقه بحذافيره اصلا ،وهل بدون التربيه وغرس مكارم الأخلاق يرتجى من الطالب حب العلم والنهل منه كواجب دينى واخلاقى مقدس (إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق) أين نحن من هذا فى تنشئة اجيالنا، هل على هذا سنربى عمان الغد والمستقبل .

اعذرونا مربى اجيالنا الأفاضل على هذا العتاب الاخوى فالامر يتعلق بابناءنا وابناءكم جميعا  (وان كنت للامانه قد ناقشت هذا الامر مع بعض مدراء ومديرات المدارس والمعلمين واسشفيت منهم انهم هم أكثرمن يطالب بذالك وأول من يعانى منه ) لكن هذا مانلاحظه خارج أسوار المدارس وفى مقاصفها نفس العشوائية نتمنى أن يكون مابداخل أسوار المدرسه والفصول ليس على نمط ماراينا خارجها،أبناءنا امانه لديكم نريد التربيه قبل التعليم إذا تصعب أن يتوازى الخطين معا، فبها صلاح الفرد ولا فائدة بعلم بدون خلق. رحم الله أمير الشعراء قد تركها لنا مجلجله ومزلزله، (إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ).دمتم على تربيه وتعليم.

خالدبن سعد الشنفري /المحامى