سوق الشعبي بالحافه

0
877

ونحن نستقبل خريف صلاله لعام 2022 دائما نتسائل ما هو الجديد لهذا العام وهل سنرى محافطة ظفار قد تطورت فيها الخدمات السياحية والطرق والمرافق السياحية وغيرها من العوامل التي تجذب السائح للمحافظة؟

كل هذه الأسئلة تتكرر بشكل موسمي وهي أسئلة مشروعه وخاصة بعد توقف السياحة لمدة عامين واليوم نجد هناك استعداد مكثف من بلدية ظفار لاستقبال الموسم في رسم خريطة فعاليات وأنشطة تتوزع على مختلف المواقع السياحية والتي ربما تعطي السائح جرعه من الارتياح النفسي في أيجاد برامج ترفيهية في تلك المواقع السياحية
ومع هذا تبقى هناك مواقع ثابتة تعتبر اساسية في جدول السائح القادم الي المحافظة ومنها سوق الحافه هذا السوق التاريخي الذي أشار آلية كثير من الرحالة القدماء منهم أبن بطوط عندما ذكر اسم السوق بسوق الحرجاء والحرجاء مدينة لطيفة وضعت على ساحل البحر بالقرب من البلد كما ذكر الكاتب قبل أكثر من الف عام ولعلى شهرت مدينة الحافه التاريخية أتت من خلال الرحالة والموانئ والسفن التي تزين رمالها البيضاء كذلك الدول والممالك التي أتخذت منها مقر لإدارة شؤون البلاد فما زالت اثار الدولة الحبوظية والرسولية والكثيرية باقية في هذه المدينة حتى زينتها قصور سلاطين الدولة البوسعيدية فكان قصر الحصن العامر رمز الحكم العادل والوحدة الوطنية للسلطنة ومنها خرج قائد النهضة وباني مجد عمان المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه
وكان بداخل أسوار هذا القصر سوق صغير قبل السبعين عرف بسوق الحصن لكونه يقع داخل هذه الاسوار وفي بداية السبعين تم توسعة هذا السوق ليخرج بجوار بوابة قصر الحصن بشكل محلات تجارية ومع ذلك ظلت الحافه سوق كبير كذلك تتناول فيه مختلف البضائع وهذا ما جعل المدينة يكتب أسمها في اقدم الخرائط العالمية حيث رسمها الرسام الإيطالي أخيل داردانو عام 1918 في كتاب الخرائط وكتب اسمها الحافه بجوار مدن شهيرة أخرى في العالم كما رسمت المدينة واسمها في مذكرات الرحالة الرحالة الصيني تشنغ خه وكانت للمنطقة علاقات دبلوماسية مع أسرة مينغ الحاكمة للصين كل هذا اكسب المدينة شهره عالمية تناقلتها الأجيال على مرور الأزمنه واليوم تعاد الحياة تدريجيا لهذه المنطقة من خلال السوق الشعبي بالحافه والذي سوف يفتتح المرحله الأولى منه خلال موسم الخريف ليكون رافد سياحي ومعلم بارز من معالم المدينة كذلك من خلال القرية التراثية التي سوف يعاد بنائها وترميمها لتكون حاضرة المدينة والواجهة المعمارية للبيت والحارة الظفارية القديمة في تأكيد الدولة بالحفاظ على الإرث التاريخي للسلطنة في كل ما يحمله هذا الإرث من مكونات وشواهد تعطي للزائر والمقيم وللأجيال القادمة بأن عمان دولة عظيمة تحمل تاريخ لا يمكن اختزاله في كتاب او منطقة بل هي متحف مفتوح في كل بقعة من هذا الوطن الغالي.

عماد بن محسن الشنفري