حديثٌ بين أُمٍ وطفلة

0
997

بقلم / ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي

وقفت الأم المكلومة إيمان تفكر في ابنتها الطفلة الصغيرة عائشة التي فقدتها منذ عام وقد حملها الشوق إليها ولم تفارقها لحظة رغم مرور عام على هذا الفقد إلا أن طيف عائشة استحوذ على قلب الأم وعقلها فكان هذا الحديث العابر ……..

تتحدثُ الأم أولًا قائلةً:
ها أنا ألقي بخواطري في كل ساعة
كمن يجود بدمعه في كل ناحية وساحة
مر عام على ذبول وردتي اليانعة
ولقد مر قربي طيفك يا عائشة


هل تذكرينني يا حبيبتي… أنا أمك إيمان
لقد مزقتني بعدك لظى الأحزان
وطفتُ بكربي بكل عُمان
عسى أن تجمعنا فسيح الجنان

أتنهد من لوعة الفراق وأرغب باللقاء
لأحضن طيفك طويلًا وأرجو البقاء ليطول اللقاء
تمهلي حبيبتي دعيني أكحل منك العيون
دعيني أُرُوّي خاطري بعد ريب المنون


يرافقني طيفك في كل حين وأشتاق تقبيلك في الجبين ولا لن أمل ولن أستكين فأنتِ فؤادي وكل الحنين …فرفقًا بنا طفلة الياسمين
رفقًا بنا يا دموع السنين

تجيب الفتاة بقلب حزين ….. آهٍ يا أُماهُ لو تعلمين …. لكنتِ معي في مقام أمين

فقالت:- لها الأم أو لم تغرقين؟
أجابت نعم غرقتُ ولكن عند رب كريم بجنة خلد مع المتقين أحلق في الجنة في كل حين وقرت عيني بنور اليقين تعالي إلىّ وليتك يا أُماه لو تسرعين …..

تجيبها الأم وثقتُ بربي في كل حين وأرجو لقاك مع الراحلين فقري عينًا سآتي قريبًا فشكرًا لربي وحمدا كثيرًا بحمد يفوقُ على الحامدين … أمّني النفس لو تشعرين وشوقي دفينٌ لو تعلمين ….

تجيب الفتاة أُحسُ وأسمع فيض الأنين وأعلم أنك يا أُماهُ ستأتين … نعم يومًا ما ستأتين وسنأكل الرمان هنا والتين … فقط انتبهي ونبهي كل الغافلين أنني في الجنة مع المتقين وأن هذه الجنة أعدت للمتقين .. فاصبري على فراقي وبشري كذلك الصابرين .