أصيلة

0
1184

لا تتوانى عن تأدية الواجب والوقوف بجانب الأهل والأقارب والجيران وتهتم لغيرها كثيرا تتلذذ في مساعدة الآخرين .

 رغم ضيق الحال وقلة مافي يدها إلا أنها تؤثر على نفسها فالطيبة ثوبها وفعل الخير طريقها،ترحب بزوارها في بيتها المتواضع ، رحل عنها رفيق دربها وهي في ريعان الشباب تاركاً وراءه إبنتان وولد صغير لايزال يحبو ، فربتهم أحسن تربيه وأرضعتهم صبراً وتحملاً وقناعةً ولم تتزوج بعده وفاءً وإخلاصاً له ومراعاةً لذريتها .

إعتادت على الحياة البسيطه وأختارت القناعه كانت كما يقول أهل عمان كثيرة العزام شديدةً له لا ترضى بأدنى إكرام فكانت أجتماعيةً لطيفةً ودوده أحبها كل من رآها وتعامل معها .

تقنع بالقليل وتغدق بالكثير وتجود بكل ماتملك لاتميز أحداً عن أحد حتى شجرة التمر الهندي التي زرعتها في منزلها هي الأخرى إستمدت منها الكرم وتعلمت منها البذل والعطاء فكانت تدلي ثمارها على الزوار، .

فكم مررت بمنزلها في طريقي لأداء العمره زائراً لها ومودعاً فلاترضى إلا أن اصطحب معي شيئاً من الطعام للطريق كالشاي والقهوه والتمر وأي طعامٍ صنعته بنفسها ليصحبنا إكرامها حتى في السفر .

تشارك جيرانها الأفراح والأتراح فنفرح لفرحهم وتتألم لمصابهم، يعتري كل من طرق بابها الحياء أمام كلمات الترحيب وشدة الإلحاح في العزام فتبسط الفواله ثم تجود بماهو موجود وهذا هو دأب أهل عمان وكل كريم .

عملت ليل نهار لتوفير لقمة العيش وعملت كثيراً في خياطة الملابس حتى كبر أولادها، أي روح طيبه وأي إبتسامه صادقه حواها ذلك الجسد بل أي جلدٌ وصبر تحمله ذلك الجسد الضعيف على مختلف الأمراض والأوجاع في أواخر الحياه فقد أبتليت بتلك الأمراض تطهيرا لها وتكفيراً فوداعاً وإلى جنات الخلد يا عمتي يامن أحبها الأنام .

بقلم /ماجد بن محمد بن ناصر الوهيبي