كل القلوب بعمان من مسندم الى ظفار تنعيك يا فارس ترجل من حصانه في قمّة عطائه.
أبكيتٓ الأعينٓ واذرفت الدموع لكل من عرفك
يوما بكي في خشوع ولمن جالسك حتي ساعة ابتسامتك التي لا تفارق محياك
كانت تسبق الكلمة تنعيك صواري الأشرعة بصور العفية
تنعيك جبال مسندم وغابات ضلكوت
وتبكيك الاعين في مسقط العامرة
وصحار التاريخ وطرقها الأبيّة
وصلالة الأصالة وعيون مائها النقية
تنعيك الباطنة والظاهرة والوسطى والبريمي
ينعيك الحجر والشجر والصحراء التي احتضنتها باعمالك ايها الفنان الخلوق
يا من قل مثيله في البريّة عمان اليوم صارت حزينةً برحيلك يا من اضحكتنا كثيرا في ليالٍ طيبةٍ هنِيّة ثم أبكيتنا في ملحمة الغربقة بحُرقةٍ قوية
ايها الفنان الذي كان احساسه يسبق أداءه رحلت عنا وأنت تعانق النجوم بعطائك المتدفق ( أبو احمد)
لم تفقده اسرته فقط إنما فقدته كل عمان من شمالها الى الجنوب كيف لا تفقده وهو من قدّم فنه للناس بكل لهجات عمان من الجبالية الى الصورية الى لهجة اهل مسندم الى الوسطى
هو من كان الجميع أصدقاءه لم يكن له أعداء، كان يزرع الحب أينما ذهب، متواضع كريم، بل حتى من كانوا يرونه منافساً لهم وكانوا يتصيدون أخطاءه كان هو يراهم اصدقاء وزملاء وسع قلبه الجميع بلطف تعامله وتسامحه واخلاقه التي فاقت كل شئ
كيف لا وهو الآتي من اسرة كريمة، تربي من خلالها على الكرم والعطاء والأخلاق الحميدة .
شيخ نبيل أحب الفن وأعطي له من كل قلبه، لقد كان عصاميا لم يطرق أبداً الأبواب بل جعل الآخرين هم من يطرقون بابه.
إنّ خصاله بين رفقائه وزملائه تشهد له وهم يشهدون بها، كان رحمه الله سباقاً للخير لا ينتظر الشكر او الثناء وداع يا منارة الفن بعمان ..
ونسأل الله العلي القدير أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وأن يلهم أهلك الصبر والسلوان وإنّا لله وإنّا اليه راجعون.
بقلم عماد بن محسن الشنفري
