ترشيد الإحتفال في العيد

0
1101

عرف عنا كعمانيين الكرم والتمسك بالعادات والتقاليد الموروثة في الإحتفال بعيد الأضحى المبارك ، وهو ما نشجع عليه ليحافظ الجميع على طقوس العيد بشيء من الحكمة والموعظة الحسنة والسلوكيات المحمودة .

 بعض ولايات السلطنة تأخذ في الإحتفال بالعيد عدة أيام وسط إنهاك واسراف واستنزاف للطاقات والوقت وهو ما يلقي ظلاله على الجوانب المالية والمعنوية وايضا الاجتماعية . ورغم مساهمة الحكومة في منح وقت كافي لقضاء إجازة العيد وهو بلاشك أمر محمود يقصد به ترويح عن النفس والتجديد للنشاط وزيادة التآلف الإجتماعي والروابط العمانية وزيارة الأرحام والأقارب و منح النفس فسحة من الاسترخاء لنشاط آخر جديد بعد العيد .

ومن اهم خصال العيد وركائزه هي التزاور والتراحم وصلة الرحم بين المسلمين، وإدخال الفرحة والسرور على الأيتام والفقراء والمساكين والتوسعة عليهم والبعد عن الإسراف والتبذير وبخاصة في الطعام والشراب. وتعطي الانشطة التي تمارس في العيد والسلوكيات التي تمارس احيانا تعطي عادات وطابع جديد لاينضوي تحت العادات والتقاليد وتصبح مع الوقت مرهقه للناس وتقود الى استنزاف الوقت والجهد والمال . ويقوم الكثيرون الى الإكثار من المواشي رغم ان الدين الاسلامي الحنيف حث في طرق ووسائل الاحتفال بالعيد والتصرف بالأضحية بعيدا عن الأمور التي تدخل في المباهاة والإفتخار والتهويل وايضا الاستنزاف والإسراف .

ويعمد البعض الى تقسيم الأيام بدءا من الذبح والشوي والمشاكيك وغيرها و من المحمود فيها ألألفة بين الناس والتقارب واجتماع الاهالي إلا ان ممارستها بشكل مبالغ يدخل الطبائع التي نمى عليها العمانيين في سلوكيات جديدة تكون عبء على المجتمع بشكل عام .

ان من اساس العيد هو العبادة فعلينا ألأا نجعله مدخل للاسراف والتبذير وايضا للسلوكيات الجديدة وذلك امتثالا لقوله تعالى لقوله تعالى : ” ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ( او كما جاء في صحيح البخاري ومسلم عن أنس بن مالك قال: (ضحى النبي صلى الله عليه وسلّم بكبشين أملحين ذبحهما بيده وسمى وكبر، وضع رجله على صفاحهما( . وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أقام النبي صلى الله عليه وسلّم بالمدينة عشر سنين يضحي .

كما ان توجه الكثيرون للاحتفال بالعيد خارج السلطنة واستغلال المدة بلاشك يسهم في كل الشمائل التي ذكرناها ولكن مع منح السياحة الداخلية في السلطنة جزءا من الاهتمام الذاتي ولذلك إشارة كبيرة في تغيير النمط السلوكي بالإرتباط بالبلد كجزء سياحي هام فالكثير منا لم يرى ولم يشاهد الجانب الأخر من سياحة عمان . إذن علينا ان نكون اكثر حرصا و نتنسم عبير الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، ونستذكر الأهمية العظيمة التي تكمن في تصفية القلوب, ونقاء الضمائر, وانتشار الألفة والمحبة بين الناس، وتتجلى إشراقاتها ليزداد الحب والود وعلينا باستثمار الأجواء الإيمانية التى تصاحب عيد الأضحى المبارك، وعليما كمواطنين ان نتضافر بالجهود ووحدة الصف، ودعم التعاون والتكافل الاجتماعي، ونبذ الفرقة والتشرذم فيما بينها، حتى نستطيع مواجهة التحديات التى تعرقل مسيرة التقدم وتحقيق التنمية والرخاء.

يوسف بن علي البلوشي