بالتعاون مع عدد من الجهات المختصة..  تنفيذ دراسة علمية وراثية حول تنوع الغزال العربي في السلطنة

0
1492
كتب /عيسى بن عبدالله القصابي
     تنفذ عدد من الجهات الحكومية المتخصصة ممثلة في مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني وجامعة السلطان قابوس ومركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية والمديرية العامة لصون الطبيعة بوزارة البيئة والشؤون المناخية خلال العام الجاري دراسة علمية وراثيه تفصيلية من أجل التعرف والحفاظ على التنوع الجيني للغزال العربي في مناطق انتشاره المختلفة في سلطنة عمان.
  حيث تهدف هذه الدراسة إلى رصد التنوع الجزيئي للغزال العربي في مناطق الانتشار الطبيعية وداخل حضائر مراكز الإكثار لدى وزارة البيئة والشؤون المناخية ومكتب حفظ البيئة في كل من مركز تأهيل واكثار الحياة الفطرية بولاية بركاء ، ومحمية حديقة السليل الطبيعية بولاية الكامل والوافي ، ومحمية الكائنات الحية والفطرية بمحافظة الوسطى. كما أنها ستمكن المختصين والباحثين البيئيين من إنشاء قاعدة معلوماتية علمية أكثر دقة للبيانات الوراثية والجينية لقطعان الغزال العربي في السلطنة وتحديد العلاقة الوراثية للقطعان في عدد من المحافظات ، والتأكد من امكانية تواجد أنواع مختلفة.
ومن المتوقع كذلك أن تسهم نتائج الدراسة العلمية الوراثية للغزال العربي في إدارة إنتاج قطعان ذات تنوع وراثي مستديم، يأمل من خلاله الباحثين إلى زيادة قدرة هذه الحيوانات على  مقاومة الأمراض والظروف المناخية المتغيرة.
ويعمل الفريق البحثي المختص حاليا على تحليل عينات من حيوانات الغزال العربي والتي تم الحصول عليها من مواقع مختلفة في المحافظات والمناطق التي ينتشر فيها الغزال العربي ومن ابرزها  محافظة ظفار، ومحافظة الظاهرة ، ومحافظة البريمي ومحافظة الوسطى ومحافظة جنوب الشرقية ومحافظة جنوب الباطنة.  كما أن عمليات البحث الميدانية وجمع العينات وتحليلها لا تزال جارية في مختبرات جامعة السلطان قابوس ، وذلك تحت إشراف الدكتورة علياء بنت صالح الانصارية  من كلية العلوم/ قسم الأحياء  ، والدكتور محمد العبري من كلية العلوم الزراعية والبحرية / قسم علم الحيوان والبيطرة بالجامعة.
     و أوضحت الدكتورة علياء أن فريق الباحثين مكون من: ( الباحث زاهر بن سالم العلوي، وأحمد بن سعيد جشعول اخصائيين في الحياة البرية  من مكتب حفظ البيئة ، وأصيلة الناعبية وموزة الخروصية جامعي ومحللي بيانات من مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية ، وايمان العزرية اخصائية محميات طبيعية ومريم البلوشي فني مختبرات من وزارة البيئة والشؤون المناخية) اعتمد على اخذ العينات، واستخلاص الحامض النووي منها ( DNA)، ودراسة جين السيتوكروم – ب ( cyt b ) وعلامات وراثية أخرى من المايتكوندريا و النواه ، ثم تحليل النتائج وتلخيصها والخروج بالتوصيات حول التنوع الحيوي للغزال العربي ؛ ولقد تم عرض ما توصل إليه الفريق من نتائج أولية في الدراسة من خلال التحليل المبدئي لعدد من العينات للجهات المعنية.
وحسب تصريح الباحث زاهر العلوي اخصائي حياة برية بمكتب حفظ البيئة أن المؤشرات الأولية للدراسة تشير حتى الآن إلى وجود تنوع ، كما تشير إلى أن هناك تشابه جيني بين مجموعة من عينات الغزال من مركز الاكثار في بركاء مع عينات أخرى جلبت من محافظة الوسطى، الأمر الذي يُرجح مصدر اصول هذه الحيوانات من محافظة الوسطى وتم صونها في مركز الاكثار بولاية بركاء.
كما أكد الفريق البحثي المشارك في الدراسة بأهمية النتائج المستخلصة والتي ستعد مرجع حقيقي وموثوق في المستقبل للجهات المعنية بصون الغزال العربي وكذلك لإمكانية استخدام النتائج لاحقاً لتحديد مصدر حيوانات الغزال العربي التي تتعرض للصيد من قبل منتهكي قوانين الحياة الفطرية.
الجدير بالذكر وصول المشروع لمراحل متقدمة، حيث أبدى المشاركون رضاهم بشأن نجاح الدراسة على مستوى تظافر الجهود والإمكانيات لأكثر من جهة بيئية متخصصة من أجل تحقيق اهداف مشتركه.
علماً بأن الدراسة قد انطلقت منذ بداية شهر يناير للعام الجاري 2018م وستستمر حتى نهاية العام ، هذا وسوف يتم عرض ونشر النتائج في مجلات علمية محكمة على المستوى الدولي والتي ستعتبر احدى مصادر التوثيق العلمية كمرجع عن الغزال العربي في السلطنة .