ختام مؤتمر سلامة الغذاء والعمل البلدي

0
2289

مؤتمر سلامة الغذاء والعمل البلدي 2018م يخرج بعدد من التوصيات:
دعم البحث العلمي في مجال الوعي المعرفي والسلوكي لدى المستهلك وتقييم سلامة وجودة الأغذية وعلى وجه الخصوص أغذية الأطفال.
أتمتة طرق الرصد والتتبع للمنتجات الغذائية من خلال الحلول والتطبيقات الذكية.
تعزيز استخدام التطبيقات والحلول الذكية في مجال الرقابة الميدانية (الصحية والفنية).

اختتمت أمس (الأربعاء) بفندق الشيراتون بمسقط أعمال مؤتمر سلامة الغذاء والعمل البلدي 2018م والذي نظمته وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس والجهات المعنية على مدار ثلاثة أيام وسط مشاركة واسعة من الخبراء والمختصين والمعنيين من مختلف دول العالم ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث تم مناقشة عدد من الجوانب المتعلقة بمجال سلامة الغذاء ومجالات العمل البلدي وتبادل الخبرات والتجارب العلمية والعملية في هذين المجالين .
وقد خرج المؤتمر بعدد من التوصيات في مجال سلامة الغذاء منها توحيد كافة الجهود والفعاليات في مجال سلامة الغذاء من مؤتمرات وندوات وحلقات عمل ومعارض للصناعات الغذائية سواء من القطاع العام أو الخاص لتقام خلال شهر ابريل ضمن فعاليات اسبوع سلامة الغذاء، كذلك تأمين سلامة الغذاء والاهتمام بجودة الوجبات الغذائية المقدمة في المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة والعمل على رفع مستوى الثقافة الغذائية لدى الطلبة حول سلامة وجودة الغذاء والأخطار التي تهددها ، إضافة إلى أتمتة طرق الرصد والتتبع للمنتجات الغذائية من خلال الحلول والتطبيقات الذكية، كما أوصى بمراقبة وتقييم سلامة الأغذية البحرية من الأخطار البيولوجية والكيميائية خلال ظاهرة ازدهار الطحالب الضارة في بحار السلطنة باستخدام طرق التحليل الحديثة والسريعة ، كذلك دعم البحث العلمي في مجال الوعي المعرفي والسلوكي لدى المستهلك وتقييم سلامة وجودة الأغذية وعلى وجه الخصوص أغذية الأطفال ، بالإضافة إلى تطوير أدوات المنصات الاعلامية الإجتماعية المختلفة لزيادة الوعي بالثقافة الغذائية لدى كافة شرائح المجتمع.
وفي مجال العمل البلدي أوصى المؤتمر باستحداث لائحة منظِمة لتصاميم المباني والمنشآت المستخدِمة للطاقة المتجددة بهدف الحفاظ على نسق التخطيط الحضري العمراني للأحياء والمدن، إضافة إلى تعزيز استخدام التطبيقات والحلول الذكية في مجال الرقابة الميدانية (الصحية والفنية) ، إلى جانب ايجاد شراكة مع القطاع الخاص لانشاء وتشغيل الاسواق المركزية والحدائق العامة والمسالخ والمختبرات .
وأستعرض المؤتمر في اليوم الختامي عددا من أوراق العمل في مجال سلامة الغذاء حيث تم مناقشة محور التقنيات الحديثة في مجال سلامة الغذاء من خلال جلستين.
أوراق عمل اليوم الختامي


ترأس الجلسة الأولى الأستاذ الدكتور سيف بن ناصر البحري مدير مركز أبحاث النفط والغاز بجامعة السلطان قابوس واشتملت على مناقشة عدد من أوراق العمل حيث قدمت الأستاذة الدكتورة/ آيدا إيدايو بينتي محمد أستاذة دكتورة ومحاضرة من جامعة التكنولوجيا بماليزيا ورقة عمل بعنوان ” التحكم بسلامة وجودة الغذاء بتقنيات التعبئة النشطة بإستخدام مضادات الميكروبات والتغليف الذكي بمؤشر الفساد ” وقد هدف هذا العمل إلى تطوير تغليف مضاد للميكروبات تحتوي على ثيمول مدمج مع البروموثيمول الأزرق وميثيل الأحمر كمؤشر لون الرقم الهيدروجيني، وقد وجد أن تأثير الثيمول أظهر مجموعة من مناطق تثبيط الميكروبات نحو بكتيريا الاشريكية القولونية والبكتيريا العصوية الرقيقة على التوالي، كما تم تحسين ونمذجة الطبقة بنجاح فيما يتعلق بتغيرات الرقم الهيدروجيني بسبب نشاط التلف الميكروبي للأغذية. وتم إضافة الثيمول، والبروموثيمول الأزرق وميثيل الأحمر بنجاح في الطبقة دون تغيير خصائص التعبئة والتغليف الرئيسية لمؤشر لون الرقم الهيدروجيني، وأظهر مؤشر الرقم الهيدروجيني تغيرات لون متميزة بين الرقم الهيدروجيني 6 إلى الرقم الهيدروجيني 8 حيث يحدث تلف المواد الغذائية دائما، ويمكن استنتاج أن خصائص الطبقة يتم حفظها كيميائيا في حين أن الخصائص الميكانيكية والمرونة والوظيفة لمؤشر لون الرقم الهيدروجيني القائم على أساس هيدروكسي إيثيل سليلوز/ نشا يتم تعزيزها بشكل ملحوظ من خلال دمج الثيمول ومؤشر درجة حموضة اللون.
كما تناولت الورقة الثانية التي قدمها الدكتور/ إيفو ميير ويدينباك ” القياس الكمي السريع والفعال لبكتيريا الليجيونيلا بالتزامن مع الكشف عن أمصال البكتيريا في الماء عن طريق جهاز (PCR) والتمييز بين الخلايا الحية والميتة” وتهدف هذه الدراسة لإيجاد تقنية سريعة تكشف بكتيريا الليجيونيلا المسببة للإلتهابات وتستطيع تمييز الخلايا الميتة من الحية، وخلصت الدراسة أن إستخدام تقنية (PCR) تستطيع تمييز الخلايا الحية من الميتة وتعتبر طريقة مناسبة وسريعة لكشف هذه البكتيريا في المياه، فيما استعرض الدكتور/ فيلازاهان ريثيناسامي أستاذ مشارك من جامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان ” إزالة سموم الأفلاتوكسين بواسطة مستخلصات النباتات الطبية” أوضح من خلالها بأن تلوث الأفلاتوكسين في السلع الزراعية يشكل تهديدا خطيرا لصحة الإنسان. والأفلاتوكسينات هي مواد مُستقْلَبَة ثانوية مسرطنة تنتجها سلالات معينة من فطريات الرشاشية الصفراء، والرَّشَّاشِيَّةُ المُتَطَفِّلَة، عندما تنمو على المحاصيل الحساسة مثل الفول السوداني والذرة والفلفل الحار وبذور القطن. هذه المحاصيل عرضة للهجوم من قبل فصائل الرشاشيات خلال فترة ما قبل الحصاد والنقل أو التخزين، وهكذا فإن الأطعمة والأعلاف المصنوعة من السلع الزراعية الملوثة قد تحتوي على الأفلاتوكسين، كما يتم استخدام مختلف الطرق الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية لإزالة السموم من الأفلاتوكسين في الأطعمة والأعلاف. تعد المنتجات الطبيعية من النباتات الطبية التقليدية مصادر محتملة لإزالة السموم من الأفلاتوكسين. وبالتالي، تم تقييم المستخلصات المائية التي تم الحصول عليها من أوراق بذور النباتات الطبية المختلفة لقدرتها على إزالة السموم من الأفلاتوكسينات.
وترأس الجلسة الثانية الدكتور/ سعود بن حمود الحبسي مدير عام الشركة العمانية لتنمية الإستزراع السمكي وتضمنت هذه الجلسة مجموعة من أوراق العمل حيث قدم الإستاذ الدكتور/ محمد شفور رحمن من قسم علوم الأغذية والتغذية بكلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان ” تطبيقات أجهزة الإستشعار الإصطناعية لتقييم جودة الأغذية (السلامة والحسية) : الماضي والحاضر والمستقبل ، فيما قدم الدكتور/ معتمد محمد عياش استاذ مساعد من قسم علوم الأغذية بكلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات العربية المتحدة ورقة عمل بعنوان ” المواد الحافظة الحيوية: الأنشطة المضادة للميكروبات من البروبيوتك الجديدة المعزولة من حليب الأبل” هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على خصائص الكائنات الحية المجهرية وأنشطة مضادات الميكروبات من بكتيريا حمض اللاكتيك المعزولة من حليب الإبل الخام في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تعمل مسببات الأمراض الليستيريا مونوسيتوجينس، السالمونيلا تيفيموريوم، والإشريكية القولونية، والمكورات العنقودية الذهبية.
ومن خلال الاستنتاجات أظهرت البروبيوتيك الجديدة المعزولة من حليب الإبل نشاط ملحوظ لمضادات الميكروبات ضد مسببات الأمراض المعروفة. تعد البروبيوتيك الجديدة مرشح واعد للعب دور كبير كمواد حافظة حيوية. وسوف تكون ذات أهمية كبيرة لمصنعي المواد الغذائية.
وجاءت الورقة الأخرى من هذه الجلسة بعنوان ” إمكانيات التحليل السريع المبني على الأشعة الضوئية والأشعة تحت الحمراء للكشف عن الغش في المنتجات الغذائية” للدكتور/ رمضان قروي بروفيسور في جامعة أرتواز، كلية العلوم جين بيرين لينس- فرنسا تناول في الجزء الأول تقصي إمكانات التحليل الطيفي الفلوري الأمامي في تقييم نضارة الأسماك المخزنة في ظروف مختلفة (في الضوء / الظلام، تحت فراغ كلي / جزئي) بطريقة غير تدميرية وسريعة مقارنة بالطرق التقليدية (التحاليل الكيميائية لمنتجات الأكسدة والمركبات المتطايرة، وقياس اللون والملمس).
بينما تناول الجزء الثاني قدرة التحليل الطيفي الفلوري الأمامي والتحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء للتوثق من سلامة أصناف مختلفة من منتجات الألبان وفقا لعملياتها التكنولوجية. وأظهرت النتائج التي تم الحصول عليها إمكانات هذه التقنيات لتحديد عينات الحليب حسب منشأها الجغرافي ومعاملتها الحرارية. وفيما يتعلق بجبن ايمنتال المنتج في بلدان أوروبية مختلفة، تم الحصول على فصل واضح، بغض النظر عن مواسم الإنتاج (الصيف وفصل الشتاء)، ولأن مشاكل الجودة والسلامة التي تصادف مع المنتجات الغذائية قد تكون ذات صلة بالغش، فإن إمكانية استخدام التحليل الطيفي الفلوري الأمامي والتحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء باعتبارها تقنية حساسة للاستشعار تجعل الأساليب المقترحة أدوات هامة وواعدة لفحص هذه المنتجات.
بينما أوضح الأستاذ الدكتور/ فرانسيس بول باتلر من مركز الزراعة والغذاء العلوم بإيرلندا من خلال ورقة عمل بعنوان ” إستخدام تسلسل الجينوم الكلي لتتبع مسببات الأمراض البكتيرية في مرافق إنتاج الأغذية” بأن تسلسل الجينوم كليا أصبح يستخدم على نحو متزايد لتوصيف المحتوى الجيني لمسببات الأمراض البكتيرية التي تهم صناعة المواد الغذائية، والمعلومات الوراثية تعطي “بصمة” فريدة من العزلة المفيدة لتتبع الكائن الحي من خلال السلسلة الغذائية، وتتناول هذه الورقة استخدام تسلسل الجيل التالي لتتبع مسببات الأمراض البكتيرية في منشآت معالجة الألبان، حيث تم إجراء عدد من دراسات الرصد المفصلة لتتبع مسببات الأمراض البكتيرية في منشآت تصنيع الألبان. وشملت عملية الرصد المراقبة البيئية وأخذ العينات من المنتجات عند نقاط رئيسية مختلفة في المنشأة، وتسلسلت العينات الإيجابية التي تم الحصول عليها من دراسات الرصد على منصة هيسق إلومينا اعتماداً على المنشأة، واختلاف وتيرة حدوث العينات الإيجابية. وقد تبين أن تسلسل الجيل التالي أداة قيمة للمساعدة في رصد ومراقبة مسببات الأمراض البكتيرية في منشأة تجهيز الغذاء. وأدى التسلسل إلى تحديد دقيق جدا للسلالات البكتيرية الفردية وسمح بتتبع دقيق للكائن الحي داخل منشأة الإنتاج على حد سواء جغرافيا ومع مرور الوقت، وقد نجح التسلسل في تحديد مصدر التلوث المستمر في منشأة إنتاج واحدة تم البحث فيها.
وتناولت ورقة الدكتور/ إيفو ميير ويدينباك ” الكشف عن النوروفيروس، فيروس التهاب الكبد A، وفيروس MS2 في عينات الغذاء بإستخدام تقنية (Multiplex one-step RT-PCR).
الجدير بالذكر، أن مؤتمر سلامة الغذاء والعمل البلدي لعام 2018م ، يأتي من ضمن فعاليات أسبوع سلامة الغذاء ، والذي تنظمه الوزارة للسنة الخامسة على التوالي منذ انطلاقته في عام 2014م بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية ، حيث يعكس اهتمام وحرص السلطنة على سلامة وجودة الأغذية على اعتبار أن قضية الغذاء تعتبر في مقدمة القضايا التي تُعنى بالصحة العامة والوقاية من الأمراض وبالتالي فإن الوقوف عليها وإعطاءها الحيز الأكبر من التركيز يعد أمراً في غاية الأهمية عبر مشاركة كافة شرائح المجتمع.